مع غياب الشمس وبحلول الظلام، يهرول الأطفال إلى الشوارع، حيث نسمات الهواء التى يفتقدونها داخل منازلهم، ينطلقون ويمسك كل منهم بطائرته الورقية وبمهارة شديدة يطلقها فى الجو، ثم يتسابقون أمام كورنيش النيل فى سعادة، بينما ينشغل «سيد» بصناعة أعداد أخرى من الطائرات، ويعلقها على بعض الأشجار لاستقبال الأطفال. ينتظر سيد البرنس، 37 عاماً، فصل الصيف كل عام، لبيع وتأجير الطائرات الورقية للأطفال، بعد المغرب وحتى 12 ليلاً، حيث تنتشر الأسر فى الحدائق العامة هرباً من رطوبة الطقس: «المكان هنا قريب من السبتية والعيال الصغيرة لسه متعودة تلعب بالطيارات ديه». يعمل «سيد» على صناعة الطائرات، منذ 22 عاماً: «أكل عيشى اللى اتعلمته من أبويا ودايماً بستنى الصيف بفارغ الصبر»، يبيع الواحدة ب15 جنيهاً، و5 جنيهات للخيط اللازم للطيران، وأحياناً يقوم بتأجيرها: «بعمل الواحدة بسرعة جداً، يعنى مسافة ما أكون شربت كوباية شاى». يعلم «سيد» بعض الأطفال أو المارة كيفية استخدام الطائرة الورقية وتحليقها لمسافات بعيدة: «فيه ناس مبتعرفش تلعب بيها فبعلمهم».