بجرأة تحسد عليها، رفضت الدكتورة إيناس عبد الدايم استبعادها من منصبها مديرة لدار الأوبرا من قبل وزير للثقافة بلا مؤهلات سوى ولائه للإخوان محمولة على الأعناق، خرجت من دار الأوبرا عقب الثورة التي فجرها قرار إقالتها من الدار وهزت عرش الوزير السابق ودفعته للاحتماء بأهلة وعشيرته بعيدا عن غضب المثقفين، الذين احتلوا مكتبه ورفضوا الخروج منه حتى إقالته وإلغاء كافة قراراته. حملت "الفلوت" وانضمت للمعتصمين تعزف أبدع المقطوعات العالمية، في احتفالية حولت الطرقات إلى دار الأوبرا مسرحا مفتوحا بعدما انضم إليها فنانو الأوبرا المصريين والأجانب محتشدين خلف سيدة أبت أن توصم بالفساد لا لشيء سوى تنفيذ مخطط إخواني منظم لتدمير الفنون المصرية. بدأت عبد الدايم دراستها في سن مبكرة في كونسرفتوار القاهرة، وبعد حصولها على البكالوريوس بدرجة امتياز، سافرت في منحة دراسية إلى فرنسا حتى يناير عام 1990، وحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في آلة الفلوت من المدرسة العليا للموسيقى بباريس. شغلت منصب مدير أوركسترا القاهرة السيمفوني، ثم عميد المعهد العالي للكونسرفتوار منذ عام 2004 وحتى 2010، ونائب رئيس أكاديمية الفنون بالقاهرة لعامي 2010 و2011، ثم رئيس دار الأوبرا المصرية عقب الثورة في واحدة من أكثر الفترات صعوبة. حصلت إيناس عبد الدايم على جائزة أبرز عشر نساء في مصر لهذا القرن في مارس 2000، وفي عام 2001 نالت إيناس عبد الدايم جائزة الدولة التشجيعية للفنون. اشتركت في العديد من المسابقات الدولية والمحلية، حصلت على الجائزة الأولى من اتحاد معاهد الموسيقى بفرنسا عام 1982، والجائزة الثانية من المسابقة العامة للموسيقى والفن الدرامي بفرنسا، وعلى جائزة الإبداع بأكاديمية الفنون وزارة الثقافة، وجائزة أحسن عازفة بمهرجان كوريا الشمالية للفنون. "لن أترك حقي.. وسأقاضي المونتير علاء عبد العزيز بتهمة السب والقذف، وسأظل خلفه حتى يقضي المتبقي له من حياته خلف قضبان السجن.. سنستكمل ثورتنا حتى إسقاط الرئيس نفسه"، بتلك الكلمات وبإصرار ثوري حملت إيناس عبد الدايم قضيتها إلى أروقة المحاكم، ولم تكن تدري أنها ستعود إلى وزارة الثقافة من أوسع الأبواب، لتصبح أول سيدة تتولى منصب وزير الثقافة على مدار تاريخ الوزارة، الذي شهد 22 وزيرا، بعد أن خرجت منها مقالة.