لم يُدرك على محمد مصاب ثورة 25 يناير أن هناك أملاً فى زوال حكم الإخوان عن طريق ثورة 30 يونيو، إلا أن أكثر ما جذب انتباه الشاب العشرينى الذى يعمل فى محل للأدوات الصحية، والمصاب بطلق حى فى قدمه، هو القبض على رموز قيادات الإخوان، لتحدث المفارقة بوجود النظامين اللذين لم يلبيا طلبات واحتياجات الشعب، ولم يحققا أهداف الثورة: «مطمن جداً.. لأن كل رموز النظام السابق فى السجون.. دلوقتى أقدر آخد حقى». كلمات خرجت من أفواههم تشدقوا بها فرحاً ومرحاً، وقت القبض على رموز نظام الرئيس المخلوع «حسنى مبارك» واقتيادهم إلى ملحق المزرعة بسجن طرة، توالت الأيام ليأتى من بعد «المخلوع» رئيس لم يعلم أنه «معزول»، تمسك محمد مرسى بالشرعية حتى الحضيض، إلا أن هتافات الملايين التى خرجت تطالب برحيله كنت أقوى منه، سقط نظامه فى ثلاثة أيام، تمسك رموز نظامه من قيادات جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامى بوجوده رئيساً شرعياً لهم، باتوا يلجأون لجميع الوسائل من أجل عودته، ولم يتعظوا من النهج الخاطئ الذى سار فيه «المخلوع» لتكون نهايتهم داخل «طرة» الذى أصبح يحوى بين جنباته من تضاربت مصالحهم مع ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. وكأن الكلمات فى خلفية المشهد تتغنى بصوت إسماعيل ياسين «شرفتونا وآنستونا». قبل تولى الرئيس محمد مرسى الحكم، وتحديداً فى 20 أبريل عام 2012؛ أصدرت جماعة الإخوان بياناً حذرت فيه من وجود رموز النظام السابق فى سجن واحد وهو سجن مزرعة طرة لما يمثله ذلك من تفعيل الثورة المضادة، إلا أن الشهور مرت ليأنس رموز النظام السابق برموز النظام الحالى من قيادات «الجماعة».. «النظم الفاشية الديكتاتورية فى العالم مكانها خلف السجون»، يؤكدها عصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، مشيراً إلى أنه فى بعض الأحيان توجد مثل هذه الأنظمة فى «مزبلة التاريخ»، مضيفاً أن النظام السابق انتهى بالكامل «الإخوان كانوا بيعقدوا صفقات بينهم وبين نظام مبارك من أجل الحصول على جزء من السلطة، وبعد ثورة يناير تبدلت الأدوار، وساروا على نهج الحزب الوطنى المنحل»، موضحاً أن خلف الأسوار هو النتيجة الطبيعية لكل من خان الشعب.