احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين وشباب الحركات السياسية فى ميدان التحرير، اليوم، للمشاركة فى مليونية «الإخلاص للثورة»، لتأكيد رفضهم الإعلان الدستورى المكمل، وهتفوا ضد المجلس العسكرى والمشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مرددين: «يا طنطاوى يا مشير.. الثورة لسه فى التحرير»، و«يسقط حكم العسكرى»، و«مطالبنا هى هى.. حرية وعدالة اجتماعية»، وأعلنوا ترحيبهم بزيارة الرئيس المنتخب للميدان. ورفعت المنصة الرئيسية فى الميدان -وهى الكبرى منذ انطلاق الثورة- شعار «حكم العسكر غير دستورى»، وقام العاملون فى قطاع الإدارة الهندسية بالإذاعة والتليفزيون، بالتعاون مع أعضاء مجلس أمناء الثورة، بتوسعة المنصة وتجهيزها منذ الفجر لاستيعاب أكبر عدد من الضيوف، وفرشوها بالسجاد الأحمر واستعانوا بعشرات المكبرات الصوتية، استعداداً لخطاب الرئيس، كما شيدوا منصة أخرى على الرصيف المجاور لشارع محمد محمود لكاميرات وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتغطية خطاب «مرسى». ودار كثير من الحوارات النقاشية داخل الميدان عن زيارة الرئيس للتحرير، بعد أن جرى تأجيلها من 3 عصراً إلى 6 مساءً، وحمل عدد من المتظاهرين أوراقاً بمطالب للمعتصمين، وسلموها لمسئولى المنصة، وكان من بينها مطالب بالقصاص لدماء الشهداء وإعادة محاكمة رموز نظام مبارك. واحتشد أنصار جماعة الإخوان من جميع المحافظات، خصوصاً الشرقية والغربية والبحيرة، فى التحرير منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، وعمل أكثر من 80 أتوبيساً على نقلهم من محافظاتهم، وتركزوا فى ميدان عبدالمنعم رياض وكوبرى قصر النيل. ووُجدت قيادات من جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة فى الميدان، من بينهم: النائب السابق محسن راضى، والدكتور جمال حشمت، إضافة إلى الداعية السلفى جمال عبدالهادى. ونظم المتظاهرون، من السلفيين وأنصار حزب النور، مسيرات جابت شارع طلعت حرب، ورددوا هتافات إسلامية الصبغة، منها: «الشعب يريد تطبيق شرع الله»، و«الشريعة يا مرسى». وحذر الداعية السلفى صفوت حجازى، خلال خطبة الجمعة على المنصة الرئيسية للميدان، من الغرور قائلا: «إياكم أن تغتروا بأعدادكم»، لافتاً إلى أن الثورة ستكتمل، وسيتسلم الدكتور محمد مرسى السلطة كاملة. وأضاف: «نرفض الدولة الدينية، ونقول لدعاة الدولة المدنية: هل تقبلون بهذا الإعلان الذى يرسخ للدولة العسكرية؟ هل ترضون بهذا الوضع؟ نحن نرفض أن يتحكم فينا 19 ضابطاً، هم أعضاء المجلس العسكرى»، رافضاً أيضاً قرار حل مجلس الشعب الذى انتخبه ملايين المصريين فى أول انتخابات بعد الثورة. وطالب حجازى بأن يتم استفتاء الشعب على حل البرلمان، قائلاً إن طلباتنا اليوم هى تسليم السلطة كاملة للرئيس المنتخب وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، وأخيراً عودة البرلمان المنتخب من قِبل الشعب. وطالب الرئيس بأن يؤدى القسم أمام نواب البرلمان فى ميدان التحرير، الذى سقطت فيه دماء الشهداء، وليس أمام أحد غيرهم. ووجه خطابه للشعب قائلاً: «إياكم أن تقدسوا أحداً، إياكم أن تصنعوا فرعوناً جديداً؛ فنحن الذين نرفعهم فوق مصاف البشر»، داعياً المصريين إلى أن يمهلوه، ويمنحوا الرئيس المنتخب فرصة، وألا «يحاسبوه بالقطعة». وطالب حجازى أنصار الفريق أحمد شفيق بنبذ الخلافات والعودة يداً واحدة مع جميع أبناء الوطن لبنائه من جديد. ومع انتهاء خطبة الجمعة ل«حجازى»، أعلن الشيخ مظهر شاهين، خطيب الثورة، مطالب المتظاهرين من الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، قائلاً: «اليوم ليست لنا مطالب من المجلس العسكرى، ومطالبنا من الرئيس مرسى فقط، الذى انتخبناه»، مؤكداً أن الفرصة لا تأتى إلا مرة واحدة، لكن الثورة تأتى كل عام، محذراً «مرسى» من التراجع عن تنفيذ الوعود والمطالب. وطالب شاهين الرئيس بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل فور توليه منصب الرئيس رسمياً، وبالإفراج عن المعتقلين العسكريين، وأداء قسم الولاء للثورة فى الميدان، ومحاسبة رموز النظام البائد، وإعادة محاكمة قتلة الشهداء. وأضاف: «سنطيعه ما أطاع الله فينا.. فإن عصى الله فلا طاعة له علينا»، لافتاً إلى أن الدكتور محمد مرسى ليس رئيساً للإخوان، وإنما لكل المصريين. وعقب صلاة الجمعة بدأت المنصة فى إقامة أجواء احتفالية، إذا تعالت الأغانى الوطنية القديمة والحديثة، المؤيدة للثورة، التى كان يتم الترتيب لها فى المنصة طوال الصباح وأثناء الخطبة. من ناحية أخرى، انخفضت أعداد الباعة الجائلين بشكل ملحوظ فى الميدان، لعدم سماح اللجان الشعبية المسئولة عن تأمين مداخل الميدان بدخولهم إلى التحرير، وهو ما أثار غضب بعضهم ممن أصروا على الدخول، ووقعت اشتباكات بسيطة بين الطرفين انتهت بانسحاب الباعة.