عكس كل التوقعات توافد على ميدان المحافظة بالزقازيق أمس الأحد أعداد كبيرة من المواطنين قُدرت بأكثر من 10 آلاف شخص حضروا للمطالبة بإسقاط النظام. ومع دقات السابعة مساء وصلت إلى الميدان 4 مسيرات كبيرة انطلقت من مناطق مختلفة بالزقازيق، وهو ما أدى إلى غلق الميدان والشوارع المحيطة وتوقف حركة مرور السيارات بسبب تزاحم المتظاهرين على كوبرى المحافظة وشارع جمال عبدالناصر. شهد الميدان كذلك توافد عدد كبير من السيارات «النصف نقل» المحملة بالميكروفونات التى كانت تذيع الأغانى الوطنية والهتافات المعادية لنظام الإخوان. فى محيط هذه الأعداد الكبيرة انتشرت سيارات الإسعاف بالشوارع الجانبية تحسباً لأى طارئ. وسط المتظاهرين وجد عدد كبير من الباعة الجائلين من بائعى الشاى والتمر والعصائر. كان من اللافت للنظر كذلك حضور الكثير من السيدات والفتيات منذ الصباح الباكر إلى أماكن المظاهرات، وقد تم تخصيص مكان ثابت لهن محدد بأحبال بلاستيكية أمام منصة الميدان الوحيدة، ورددن الهتافات والأغانى الوطنية مع إذاعة المنصة، وهتفت السيدات: «يا عبدالله قول لابوك.. الشراقوة بيكرهوك»، «أحلف بسماها وبترابها.. محمد مرسى اللى خربها». كما توافد على الميدان العديد من الأسر والأطفال للمشاركة فى المظاهرات المناهضة لحكم الإخوان، ورددوا هتافات: «لا إخوان ولا سلفيين.. مصر لكل المصريين» و«لا إخوان ولا مسلمين.. باعوا الثورة باسم الدين»، كما ردد المتظاهرون هتافات تطالب بنزول الجيش للشارع قائلين: «انزل يا سيسى.. مرسى مش رئيسى». وحرص المتظاهرون كذلك على التقاط الصور التذكارية وسط أجواء احتفالية أعادت إلى الأذهان ذكرى ثورة يناير 2011، حيث حرصت الأسر بجميع أفرادها على الوجود بالمسيرات والمظاهرات حاملين الأعلام المصرية واللافتات التى شهد بيعها رواجاً كبيراً. وقد حضر إلى الميدان بعض الأفراد الذين كانوا يوزعون أوراقاً مكتوباً عليها: «ارحل يا مرسى»، وهو ما أدى إلى تدافع الأفراد نحوهم للحصول على تلك الأوراق. كما توجه الكثير من المتظاهرين إلى كاميرات الفضائيات التى وجدت فى المظاهرة للتعبير عن آرائهم وهتفوا: «الشعب يريد إسقاط النظام» و«طول ما الدم المصرى رخيص.. يسقط يسقط أى رئيس». وسط شارع المحافظة، وأمام منصة الاعتصام، افترش المتظاهرون شارع المحافظة، وأدوا صلاتى المغرب والعشاء فى حماية المتظاهرين الآخرين، وأحضر بعض المتظاهرين شاشة عرض كبيرة لمتابعة مظاهرات المحافظات الأخرى عبر القنوات الفضائية، وتابعوا أخبار مظاهرات الاتحادية والتحرير باهتمام بالغ، وتفنن المتظاهرون كذلك فى التعبير عن آرائهم لرفض الرئيس مرسى، حيث قام أحد المتظاهرين برفع جراكن بنزين فارغة احتجاجاً على عدم توفير الوقود، فيما قام آخرون برفع صور للرئيسين جمال عبدالناصر والسادات مكتوب عليها «الله يرحمك يا رجولة»، فيما حضر الآخرون على عربات «كارو» رافعين لافتات ضد مرسى. ولم تشهد فعاليات التظاهر أمام المحافظة أى أعمال عنف أو اشتباكات، وسادها الهدوء بعد سفر أغلبية مؤيدى الرئيس مرسى من جماعة الإخوان المسلمين بمدن وقرى الشرقية إلى ميدان رابعة العدوية، بعد أن تم حرق مقرى جماعة الإخوان المسلمين والحرية والعدالة بالزقازيق ومقر الجماعة بأبو حماد.