لم يتخلَّ محمد يسرى، أول شهداء ثورة يونيو بالإسكندرية، عن واجبه بتأمين مليونية سيدى جابر وحماية المتظاهرات، ودافع كالمقاتل الأعزل عن عشرات المتظاهرين بعدما هاجم مجهولون المسيرة، فكان قدره أن يلقى ربه شهيداً بعد إصابته بخبطة بشومة فى الصدر أدت لنزيف داخلى. «نال ما طلبه دوماً من الله.. الشهادة»، هكذا بدأ أصدقاء محمد يسرى، الصحفى وأمين الإعلام بالحزب المصرى الديمقراطى فى الإسكندرية، حديثهم عن واقعة استشهاده فى الاشتباكات التى شهدها ميدان سيدى جابر مساء الأحد، بين المتظاهرين ومجهولين حاولوا الهجوم على الفتيات من المتظاهرات فى أحد أطراف الميدان. وقال عبدالسلام محمود، أمين لجنة المجالس الشعبية والمحلية بالحزب المصرى الديمقراطى، وشاهد العيان على حادث الاعتداء عليه، ل«الوطن»، إن الشهيد كان مكلفاً بحماية الميدان مع عدد من زملائه الناشطين من الجانب الأيمن، لمنع أى اعتداءات عليه من البلطجية أو المنتمين إلى الإخوان. وتابع: «وقدراً كان هذا الجانب يحوى أعداداً كبيرة من السيدات والفتيات، وجاء العشرات من المجهولين الملتحين لمحاولة الاعتداء عليهن، ما أثار حالة من الهلع بين المتظاهرين، واضطروا للاشتباك معهم، للدفاع عن الفتيات والاعتصام، وبعد دقائق من الاشتباكات فر المجهولون وتتبعهم المتظاهرون ومنهم يسرى». وأكد شاهد العيان وزميل الشهيد، أن المجهولين استدرجوا عدداً من النشطاء بعيداً عن الاعتصام واشتبكوا معهم مرة وحبسوهم فى أحد المقاهى البعيدة عن المنطقة نسبياً، وضربه أحدهم بشومة كبيرة على صدره، وأصيب وفقد الوعى على أثرها. واتهم «عبدالسلام» عناصر الإخوان المسلمين بالاعتداء على الشهيد وقتله، ومستشفى جمال عبدالناصر بالتراخى فى إجراء الإسعافات اللازمة له، ما أودى بحياته. وفى صوت حزين يملأه البكاء قال مسعد يسرى، شقيق الشهيد: «حسبى الله ونعم الوكيل فى محمد مرسى وجماعة الإخوان، فهم من قتلوا أخى، ولن أترك دمه يذهب سدى، وسيكون وبالاً عليهم ما بقوا».