سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبدالحكيم عبدالناصر ل«الوطن»: لن نعود من الميادين إلا بعد إسقاط «مرسى».. والجيش سينحاز للشعب رسالتى للرئيس «ارحل» لأن إرادة الشعب لا تُرد ومن يحاول إخضاعه «مجنون».. والبقاء فى الحكم بات مستحيلاً
قال المهندس عبدالحكيم عبدالناصر، نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إن الحشود التى خرجت أمس لن تعود إلا بعد إسقاط الرئيس محمد مرسى وجماعته، بعد الفشل الذريع الذى اتسم به الرئيس، واستغلاله لفقر المواطنين فى التضليل والكذب باسم الدين. وأضاف، فى حواره ل«الوطن»، أنه قاد مسيرة من أمام ضريح عبدالناصر إلى ميدان التحرير أمس، كرسالة واضحة إلى الرئيس بأنه لا بد من رحيله، مؤكداً: «نحن بحاجة لانتخابات رئاسية مبكرة لكى نسترد بلادنا، وبات استمرار الإخوان فى السلطة أمراً مستحيلاً». * كيف ظهر 30 يونيو وكأنه يوم مختلف؟ - فى الحقيقة 30 يونيو جاء مبكراً عن موعده بيومين، فهذا اليوم أصبح 28 يونيو عندما نزلت الملايين فى الشارع تطالب بسقوط الرئيس ورحيل النظام فى العديد من المحافظات، وكنت فى ميدان التحرير، ووجدت الناس غير قادرين على الصبر، وامتلأ الميدان فى عز الحر، وهو ما يعنى أن هناك إصراراً لدى الجميع على ضرورة رحيل الإخوان، فالشعب كله لديه حس ثورى ربانى ويشعر بخطورة الموقف والمرحلة، وأن مصر «بتضيع مننا»، فكان لا بد من أن ينزل الجميع لنستعيد مصر اللى مالناش غيرها. * ما الذى دفعك للمشاركة فى المظاهرات هذه المرة من أول يوم عكس 25 يناير؟ - لم أشارك فى 25 يناير منذ البداية ونزلت الميدان يوم 30، فبعد أن رفعت ثورة يناير أهدافاً معينة، وهى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطنى، بدا الآن أن جميع هذه الأهداف لم تتحقق للأسف، بسبب تيار لم يشارك فى 25 يناير منذ البداية، وعندما رأى أن الثورة ستنجح انقض عليها بانتهازية شديدة وسرقها، وفى النهاية تعامل كأنه هو الثورة فى حين أنه ليس له علاقة بالثورة بل عمل على إقصاء الجميع، وقسم البلد بين «اللى معاه همَّ المسلمين، والباقى كفار»، ودخلنا فى متاهات سُنة وشيعة وفتنة طائفية، والآن الرئيس وجماعته فى أحضان أمريكا وإسرائيل أكثر من نظام مبارك، وكل شىء خرجت ضده ثورة 25 يناير يمارسها الرئيس مرسى وجماعته بفجاجة أكثر من النظام السابق، فالثورة كانت تهدف لأن تكون مصر لنا كلنا، لكن للأسف أصبحت بلد الإخوان ومرتعاً لرجال أعمال الجماعة ونفس تزاوج المال بالسلطة بل بفجور أكثر. * هل أصبح استمرار الإخوان فى السلطة مستحيلاً؟ - نعم أصبح مستحيلاً، واحنا نازلين نقول للإخوان: مش عايزينكم فى السلطة، وأنتم فاشلون لا تمتلكون رؤية ولا مشروعاً سوى التمكين واختطاف البلد، وتتحدثون عن هزيمة 67 لأن نظام عبدالناصر كان ناجحاً ولديه مشروع فكان له أعداء، أما الآن فأنتم لن تتعرضوا لهزيمة لأنه ليس لديكم مشروع وأنتم فاشلون من الأساس، فمصلحة إسرائيل وأمريكا بقاؤكم فى السلطة، لأن الحرب تقام على التجربة الناجحة التى تتسم بالاستقلال الوطنى ولديها مشروع قومى وأفريقى، لكن الإخوان نظام فاشل ومرمى فى أحضان أعدائنا، وأمريكا وإسرائيل «فرحانين» بوجودهم، لأنهم فاشلون. * كيف شاركت فى التظاهرات؟ - قدت مسيرة بداية من ضريح عبدالناصر، التحاماً بمسيرة جامعة عين شمس حتى ميدان التحرير، وأعلنا تبنينا لمطالب «تمرد» بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ورفعنا الكارت الأحمر للنظام. * لكن ألم يكن هناك تخوف ولو للحظة من عدم القدرة على إسقاط الرئيس؟ - سنسقطه، ولن نتراجع، ولم نفكر ولو للحظة فى أننا سنعود دون رحيل مرسى وجماعته، وهذه هى إرادة الشعب المصرى، وهى إرادة لا تُرد، ورفضت كل الهزائم وأصرت دائماً على الانتصار، واللى فاهم أنه يستطيع أن يواجه إرادة الشعب ويقف أمامه فلا بد أن يذهب إلى مصحة نفسية لأنه «مجنون». * لماذا يتنفس الإخوان كرهاً بهذا الشكل للرئيس الراحل عبدالناصر بعد كل هذه السنوات؟ - لأن عبدالناصر كان لديه مشروع مستنير لكل المصريين فيه استقلال وطنى، فى المقابل هم فاشلون لا يستطيعون أن يعيشوا هذا المناخ، بل يريدون مناخاً به فقر وتبعية لكى يستطيعوا أن يضحكوا على الفقراء ويخدعوهم باسم الدين، فهم كانوا يُسجنون ويُعتقلون فى عهد عبدالناصر لأنهم قتلة، ودخلوا السجون منذ عهد الملك حتى عهد الرئيس السابق، لكن مشكلتهم مع جمال عبدالناصر أنه كان رئيساً لديه مشروع، وخلاص جفت التربة اللى هما بيقدروا يشتغلوا فيها ويلاقوا ناس غلابة يستطيعون أن يضحكوا عليهم بالجنة والنار وكيس سكر وزيت، ولكن أيام عبدالناصر ماكُنتش هتلاقى حد يمكن ينضحك عليه بسكر وزيت. * كيف سيكون موقف القوات المسلحة من وجهة نظرك؟ - موقف القوات المسلحة هو الانحياز للشعب، والملك زمان كان يعتبر القوات المسلحة هى الدرع والسيف لحمايته، لكنها فى الوقت المناسب انحازت للشعب المصرى فى 23 يوليو 52، والرئيس اللى فرحان بنفسه كل شوية بيقول إنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، فى حين أن القائد الأعلى لهذا الجيش هو الشعب المصرى. * ما هى من وجهة نظرك الأخطاء الاستراتيجية التى وقع فيها الرئيس مرسى وعجّلت بنهايته؟ - الخطأ الاستراتيجى أنه لم ينحز للشعب بل انحاز لجماعته، والناس انتخبته لكى يكون رئيساً لكل المصريين، وأصبح فى النهاية رئيس الإخوان والأهل والعشيرة فقط، وليس رئيس جمهورية مصر. * ما رسالتك للرئيس مرسى؟ - رسالتى للرئيس مرسى هى «ارحل»، ولا بد من انتخابات رئاسية مبكرة، وهو مطلب قمة فى الديمقراطية، فرئيسة البرازيل عندما شعرت بأن هناك أخطاء وشرعيتها اهتزت طالبت بانتخابات رئاسية مبكرة لإعادة الثقة فيها، فمثل هؤلاء الرؤساء هم من لهم أجندة وطنية، أما الرئيس مرسى باعتباره مندوباً عن الجماعة «عايز يكلبش ويسيطر على مفاصل الدولة»، فى حين أن مصر دولة عميقة ولا يمكن أن نكون جزءاً من تنظيم الإخوان لأنها دولة قائدة كانت تقود العالم العربى وأفريقيا، وعندما تخلينا عن ذلك أصبحنا مهددين فى شريان حياتنا، وهو نهر النيل، وهذا الملف تعامل معه الرئيس وجماعته بمنتهى الفشل. * هل هناك وجه للشبه بين ثورة يوليو 52 وثورة يوليو 2013؟ - إن شاء الله ستكونان ثورتين استطعنا من خلالهما أن نتنفس نسيم الحرية، ومن خروج الملك إلى خروج الإخوان، وتعود مصر لأهلها. * ماذا بعد سقوط الرئيس، هل هناك ترتيبات؟ - الأمر سيُترك هذه المرة للشباب لأنهم من قاد الثورة، والأول نخلص من هذه الغُمّة، والشعب المصرى شعب واعٍ ولا بد هذه المرة من أن يحكم الثوار وشباب الثورة، وألا يخطئوا للمرة الثانية كما أخطأوا فى 25 يناير، بتركهم الميدان، فلا بد أن يستمر الشباب فى الميادين حتى تحكم الثورة وأن تكون القيادات من داخل الثورة، ولا تسلم مرة أخرى لأحد، وأن ترجع مصر إلى أبنائها، وأن يتمتع الجميع بكل حقوقه من تعليم وصحة وعمل ومسكن وغيره، دون أن يستأثر أحد بالسلطة. * كيف يجرى التعامل مع الجماعة بعد السقوط من وجهة نظرك؟ - الجماعة موجودة وهم مصريون مثلنا، ولن نمارس ضدهم ما مارسوه هم ضدنا وهو الإقصاء، ونحن لن نقصيهم، رغم أنهم كذابون، وتصوروا أن 25 يناير وكأنها قامت على جمال عبدالناصر فى حين أن الصور التى كانت ولا تزال مرفوعة فى الميدان هى صور الزعيم الراحل لأنه رمز العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى وحرية الفلاح والعامل والحياة الكريمة.