فى قلب الظاهرة الانتخابية الجديدة سعى بعض المرشحين للرئاسة، أو المسئولين عن حملاتهم، لأسلوب مختلف فى الدعاية، حيث لجأوا للأغنية باعتبارها أسرع طريق للربط بين قلب الشعب المصرى ومصالحه، ومنها ما سمعناه مؤخراً للمطرب الشعبى «شعبان عبدالرحيم» حيث يغنى لعمرو موسى قائلاً: «بحب عمرو موسى المخلص الحسيس / وإن شاء الله هينجح وهو ده الرئيس..... وايهههههه». ولم يكن منافسه أحمد شفيق بعيداً عن المنافسة فى شارع الموسيقى، حيث لجأ إلى مطرب مجهول يدعى «طارق بدر» غنى له: « مصر نادت، مصر قالت، مين يكمل الطريق.. رد كل واحد فينا ما فى غير أحمد شفيق». ولم تقتصر حملة شفيق على هذه الأغنية، حيث شاهدنا على «اليوتيوب» مطرب راب غير معروف يغنى لشفيق أيضاً قائلاً: «أحمد شفيق فريق طيار من كتر شياكته العقل احتار قتل واتقتل أربع مرات، هتشوفه تعرفه من البلوفرات / لا تقول صباحى ولا أبوإسماعيل اختار شفيق المجلس العسكرى يديك بومبون». أما المسئولون عن حملة «عبدالمنعم أبوالفتوح» فلم يكونوا بعيدين عن منافسيهم فى المشهد الغنائى، وقاموا بتأليف وتلحين نشيد تردده مجموعة من الشباب يقول مطلعه: «جايين لأبوالفتوح من الثورة من كل حتة / ثورتنا مش هتروح ومعاه لآخر السكة كلنا معاه إن شاء الله هيكسب». وعلى طريقة «المقربون أولى بالمعروف»، وتحت شعار «زيتنا فى دقيقنا»، لم يلجأ «حمدين صباحى» لمطرب يغنى له، ولكنه عهد بهذه المهمة لابنته المطربة «سلمى»، والتى استعانت بمجموعة من أصدقائها الشعراء والملحنين، فلبوا النداء وقاموا بتسجيل أغنية «ضمير الوطن»، صحيح أنها لا تتحدث بصورة مباشرة عن «حمدين صباحى»، إلا أنها تعدد مواقفه ورؤيته السياسية، إضافة إلى أنهم يجهزون حالياً لأغنية أخرى مباشرة تتحدث عن مميزات «صباحى». والطريف أن هذه الأغانى لم تقتصر على المرشحين الليبراليين فقط، فحتى الشيخ «حازم أبوإسماعيل» الذى خرج من دائرة المنافسة، كلف مطرباً شاباً غير معروف بتأليف وتقديم أغنية يقول مطلعها: «لو محتار تنتخب مين لا تقول بثينة ولا حمدين / أنا عندى حل متين / اختار الشيخ حازم أبو إسماعين / هينسيك البيرة ويشربك يانسون / ده الشيخ حازم هو المضمون / لا تقولى بيكينى ولا حملات / الشيخ حازم هيغطى كل الستات / انشر دينك فى الانتخابات ومن الشيوخ اختار الشيخ حازم بالذات». ونظراً لأنه كان ينفق بسخاء شديد على حملته الانتخابية، لم تكن هذه الأغنية هى الوحيدة للشيخ «حازم»، حيث تم عمل العديد من الأغنيات له، منها الأغنية الشهيرة «اخترناه اخترناه» التى كانت تغنى للرئيس السابق حسنى مبارك، وتم تغيير كلماتها على نفس اللحن القديم تحت عنوان «اخترناه وبايعناه علشان عايزين شرع الله». وهكذا نجد أن كل المرشحين بلا استثناء، يلجأون إلى كل الأساليب التى تقربهم من رجل الشارع، لكسب وده بكل الطرق الممكنة، سواء بالملصقات التى تحاصره أينما ذهب، أو عن طريق الأغنيات التى تنطلق الآن من الأتوبيسات والموتوسيكلات وحتى «التكاتك»!