رصدت «الوطن» تفاصيل الليلة الأولى لاعتصامى دمنهور وكوم حمادة فى محافظة البحيرة، وشهد الاعتصامان مشاركة واسعة من قبل العائلات والسيدات والأطفال جنباً إلى جنب مع الشباب، وقضى المعتصمون ليلتهم الأولى على نغمات الأغانى الوطنية المصحوبة بهتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين. كان عشرات النشطاء قد نصبوا خيام الاعتصام بالحديقة المجاورة لمبنى ديوان عام المحافظة بشارع عبدالسلام الشاذلى بمدينة دمنهور، وأمام حديقة المدينة بوسط مدينة كوم حمادة، مؤكدين استمرارهم فى الاعتصام حتى رحيل نظام حكم الإخوان المسلمين وعزل الرئيس محمد مرسى والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقضى الشباب والنشطاء وأعضاء حملة «تمرد»، ليلتهم الأولى، وسط مؤازرة ودعم الأهالى والأسر والعائلات حتى الأطفال الذين شاركوهم الاعتصام. وعلق ثوار دمنهور على السور الخاص بمبنى المحافظة «بانر» كبيراً أعلنوا من خلاله استقلال محافظة البحيرة عن حكم الإخوان، وتضمن «البانر» عبارة: «جمهورية البحيرة المستقلة عن حكم الإخوان، رفضنا رئيسكم فكيف نقبل محافظاً منكم»، فى إشارة إلى رفض تعيين القيادى الإخوانى المهندس أسامة سليمان محافظاً للإقليم. الشباب المعتصمون فى دمنهور وكوم حمادة، بدت عليهم الحماسة الشديدة ومشاعر الفرح والفخر، بعودة أجواء ثورة 25 يناير من جديد، وحرص المعتصمون على إذاعة الأغانى الوطنية التى امتزجت بالهتافات المناوئة لجماعة الإخوان المسلمين والمرشد محمد بديع والرئيس محمد مرسى، والمنددة بسياساتهم وممارساتهم الخاطئة فى إدارة البلاد خلال عام مضى من حكمهم، كما تم تنظيم عرض «داتا شو» لممارسات وأخطاء الإخوان التى ارتكبوها خلال الفترة الماضية. محمود دوير، أمين تنظيم حزب التجمع، والمتحدث الإعلامى باسم جبهة الإنقاذ الوطنى، وأحد المعتصمين قال ل«الوطن»: «على جماعة الإخوان الحاكمة وعلى الرئيس مرسى، أن يدركا جيداً أن الشعب المصرى نزل الميادين والشوارع فى ثورة شعبية جديدة، ولن يعود إلا برحيل هذا النظام الذى استطاع تقسيم المصريين بجدارة، لكنه سرعان ما وحدهم بسياساته، وها هم انطلقوا بالملايين ثائرين على هذا النظام الذى لم يحقق مطالب وأهداف الثورة حتى الآن». عادل محلاب، أمين تنظيم حركة شباب الثورة العربية وأحد المعتصمين، أكد أن شباب ونشطاء دمنهور والبحيرة، لن يتراجعوا عن ثورتهم السلمية، وأنهم مصرون على إسقاط نظام الإخوان، بمن فيهم رئيسهم ومحافظهم الإخوانى، مشيراً إلى الحماس الكبير والثورية المتزايدة لدى الثوار حتى رحيل مرسى عن السلطة. وقال أحمد قميحة، أمين حزب العدل بالبحيرة وأحد المعتصمين بكوم حمادة إن الليلة الأولى من الاعتصام، جسدت رغبة الشعب الحقيقية والقوية والصادقة فى رحيل نظام الإخوان عن حكم مصر، بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للقول هنا أو هناك، أن مصر كبيرة على الجماعة، وأن إدارة بلد بحجم مصر تختلف كثيراً عن إدارة الجماعة. وأوضح محمد الحوشى، مسئول العمل الجماهيرى بالتيار الشعبى وأحد المعتصمين بكوم حمادة، أن الليلة الأولى من الاعتصام أكدت أنه لا بديل عن رحيل الإخوان عن السلطة، وأنه لا بد من عزل الرئيس مرسى والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لافتاً إلى أنه تم عرض «داتا شو» خلال الليلة الأولى من الاعتصام تضمن صوراً وفيديوهات تبرز مواقف الإخوان المتناقضة وفشلهم فى إدارة البلاد خلال عام من حكمهم لمصر.