في الوقت الذي يسعى فيه البعض لتجهيز "شنطة رمضان"، قرر عدد من أهالي حي عابدين أن تكون "الشنطة" هذا العام مختلفة عن السنوات السابقة، عن طريق استبدال الطعام بأدوية يحتاجها أهالي الحي من خلال جمع "الروشتات" وصرفها من الصيدليات ووضعها في شنطة. "إن شاء الله نقدر نصرف 100 روشتة، وكلها لحالات معدومة وهانوصلها لحد البيت ولو حد عاوز يتبرع بعيد عن شنطتنا ها نبعت له رقم الحالة وهو يروح لها" حسب عمرو متولي، صاحب مبادرة "شنطة أدوية"، التي تهدف لعلاج جميع أهالي الحي، حتى يستطيعوا القيام بطاعات الشهر. عمل "عمرو" في مجال تنظيف السجاد والمفروشات جعله يتعامل مع كل أصحاب المغاسل بالحي، حيث يعتبرها منطقة تجميع الأدوية من المتبرعين إليه: "أي حد يكلمني ويقول لي عاوز أتبرع بصرف روشتة بقوله الروشتة فيها إيه ويسيب الأدوية في أقرب مغسلة من بيته وأنا يوم الأحد بنزل أجمع الأدوية كلها". بعض رجال الأعمال قرروا فتح حساب داخل عدد من صيدليات عابدين، حتى يتسنى ل"عمرو" صرف الأدوية، في حال عدم وجود تلك الأنواع لديه. "شنطة الأدوية"، لم تكن بداية العمل الخيري، بل إن الشاب العشريني، لجأ إليها في شهر رمضان لمساعدة الفقراء والمحتاجين من المرضى، حيث إنه بدأ بمساعدة المرضى قبل شهر رمضان الكريم من خلال تدشين صيدلية داخل منزله باسم "صيدلية عابدين الخيرية التكافلية" كأول صيدلية تخدم المرضى المحتاجين للدواء على شبكات التواصل الاجتماعي، "في شباب كتير تواصل معايا من إمبابة والسيدة عشان يعملوا شنطة الأدوية لأن فعلا في ناس كتير ربنا شفاها وعندها أدوية مش محتاجها في الوقت اللي غيرنا محتاج علاج ومش معاه ثمنه".