نظم العشرات من أهالي الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وقفة اليوم الاثنين، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة تضامنا مع ذويهم. وشارك في الوقفة، ممثلو الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية، كما حضر الاعتصام أطفال المخيمات الصيفية التي يشارك فيها "أبناء الأسرى" التي أطلقتها جمعية واعد للأسرى والمحررين. ورفع أهالي الأسرى لافتات تطالب المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية بالسعي للإفراج عن الأسرى داخل السجون، وحمايتهم من انتهاكات إدارة مصلحة السجون المستمرة، وللوقوف بجانب الأسرى المضربين عن الطعام والسعي لتحريرهم. ومنعت إسرائيل، صباح اليوم، لأجل غير مسمى، أهالي الأسرى من زيارة ذويهم داخل السجون والمعتقلات، عقب إعلان إسرائيل إغلاق معبري "بيت حانون"، و"كرم أبوسالم"، التي تربط قطاع غزة بإسرائيل بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية لسبعة صواريخ تجاه جنوب إسرائيل. كما رفع أبناء الأسرى لافتات تطالب المجتمع الدولي ب"إعطاء" قضية الأسرى الاهتمام المطلوب، خاصة وأن الاطفال الذين تزيد أعمارهم عن "ثمانية" سنوات ممنوعين "إسرائيلياً" من زيارة ذويهم في السجون. وردد أبناء الأسرى "الأطفال" هتافات تساءلوا من خلالها "عن العدالة الأمريكية التي تتباها بها دوما، وأطفال غزة محرومين من زيارة ذويهم داخل المعتقلات؟". وحمل أبناء الأسرى شعارات تحمل فيها أمريكا مسئولية حرمان أطفال غزة من زيارة ذويهم، قائلين :"يا أمريكا ليش لماذا الظلم.. حرمتينا نعيش الحلم". وسحمت إسرائيل، الأسبوع المنصرم، للمرة الرابعة على التوالي لعدد محدود من الأطفال بالتوجه للزيارة في السجون، على أن يخضعوا لشروط أمنية إسرائيلية معقدة، أبرزها ألا يزيد عمر الطفل الزائر عن ثمانية أعوام. واستأنفت إسرائيل زيارة أهالي الأسرى عقب توقيع اتفاق بين قيادة الحركة الأسيرة وإدارة السجون، بوساطة مصرية، في مايو من العام الماضي. وخاض الأسرى إضرابا مفتوحا عن الطعام في 17 أبريل 2012، استغرق 28 يوما؛ من أجل المطالبة بحقوقهم العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها عودة زيارة أهالي أسرى غزة، بعد منع دام ست سنوات. ومن جانبه، بدأ مدير جمعية "واعد" توفيق أبونعيم، كلمته خلال الوقفة التضامنية، بذكر موقف حصل معه مساء أمس، قائلاً: "هاتفني أسير من داخل السجن الإسرائيلي، مساء أمس، وأخبرني أنه يحصي الدقائق والساعات لكي يأتي فجر الاثنين، ليرى عائلته ويضمّ طفله إلى حضنه بعد أعوام من الغياب". وأوضح أبونعيم أن إسرائيل اليوم منعت أهالي الأسرى من زيارة ذويهم، متسائلا: "من يقدر شعور الأسير الذي انتظر الساعات والأيام حتى يرى أبناءه، ومن يقدر شعور ابن الأسير الذي عد عدته ليرى والده للمرة الأولى؟". وأكد على أن قضية الأسرى كانت ولا زالت قضية وحدة، داعيا حركتي فتح وحماس للوحدة من لنصرة الأسرى وتوحيد قضيتهم عالميا. وشدد أبونعيم على حق الأسرى الفلسطينيين في الحصول على حريتهم، مبينا أن "حريتهم هي الطريق للعودة إلى الأراضي الفلسطينية التاريخية المحتلة عام 1948". ودعا الأطراف الفلسطينية لدعم صمود الأسرى الفلسطينيين والأردنيين المضربين عن الطعام منذ أسابيع. ونوه إلى أن الإضراب عن طعام هو وسيلة يلجأ إليها الأسرى للدفاع عن كرامتهم والمطالبة بحريتهم، مشيرا إلى أن الفعاليات التضامنية تدعم من صمودهم داخل السجون. وتوصلت حركة حماس وإسرائيل إلى صفقة تبادل أسرى برعاية مصرية، في 18 أكتوبر الأول عام 2011، أطلقت حماس خلالها الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط"، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1027 أسيرا. ويقبع حاليا، قرابة 4800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 14 أسيرة فلسطينية، ومنهم حوالى 500 من قطاع غزة.