أفادت مصادر متطابقة، أن أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد يعلن تخليه عن السلطة لصالح ابنه ولي العهد، وقد دعا لاجتماع استثنائي للأسرة الحاكمة في هذا البلد الغني الذي تصاعد دوره الدبلوماسي بشكل كبير على الساحة العالمية. وأفادت قناة الجزيرة مساء الأحد، أن الشيخ حمد سيلتقي الاثنين الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد، وذلك في أعقاب تقارير ومعلومات كثيرة عن عزمه تسليم السلطة لنجله، ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقالت القناة القطرية في خبر عاجل، إن "أمير قطر يلتقي غدا الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد"، مضيفة أن اللقاء "يأتي وسط أنباء عن نية تسليم السلطة لولي عهده الشيخ تميم". وقال مصدر مقرب من دوائر الحكم، إن "الأمير يفترض أن يتوجه إلى الأسرة الحاكمة، ليعلن تغييرات على رأس السلطة". وإذا ما أعلن الشيخ حمد تخليه عن السلطة، ستكون تلك سابقة في التاريخ الحديث للعالم العربي، إذ لم يتخل أي حاكم وراثي طوعا عن الحكم. إلا أن أمير قطر، يمكن أيضا أن يقرر أن ينقل السلطة تدريجيا إلى الشيخ تميم عبر تعيينه كمرحلة أولى رئيسا للوزراء، خلفا لرئيس الوزراء النافذ الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يشغل هذا المنصب منذ 2007. ولم تتناول ذلك الوكالة الرسمية لقطر، ولا وسائل الإعلام الرسمية أو غير الرسمية في البلاد. وكان دبلوماسيون ومسؤولون، أكدوا في وقت سابق من الشهر، أن الامير يستعد لنقل السلطة في هذا البلد الذي دعم انتفاضات الربيع العربي. وقال مسؤول قطري، رافضا ذكر اسمه، إن الأمير "مقتنع بضرورة تشجيع الجيل الجديد، وينوي تسليم السلطة إلى ولي العهد الشيخ تميم وإجراء تعديل وزاري يعين خلاله عددا كبيرا من الشبان في مجلس الوزراء". وأشارت مصادر سياسية عدة، إلى أن رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم، سيخسر منصبه أو على الأقل منصب وزير الخارجية الذي يشغله منذ العام. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، إن أمير قطر "يود من خلال تنظيمه بنفسه انتقال السلطة منه، أن يرد على بعض الانتقادات التي تقول لقطر أنتم دولة حكم فردي ولا تريدون أن يكون هناك ربيع عربي إلا عند الآخرين"، مضيفا أن الأمير "يريد أن يقدم نموذجا ناجحا لانتقال هادئ". وبحسب المحلل السياسي المتخصص في شؤون الخليج نيل بارتريك، فإن الشيخ تميم "يمسك عدة ملفات حساسة في السياسة الخارجية" و"ليس من المتوقع أن يتخذ أي قرارات كبرى من دون العودة إلى والده". والأمير من مواليد العام 1952، وتولى السلطة إثر الانقلاب على والده في صيف عام 1995 ويعتبر صانع نهضة بلاده، التي تلعب دورا حيويا على الساحة الدولية. أما ولي العهد الشيخ تميم، فقد ولد عام 1980 وهو الابن الرابع للأمير، والثاني له من زوجته الثانية الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وتم تعيينه وليا للعهد في الخامس من أغسطس 2003 بعد تخلي شقيقه الأكبر الشيخ جاسم، عن المنصب وهو أحد أبناء الشيخة موزة ايضا. ويتولى ولي العهد، قيادة القوات المسلحة ورئاسة اللجنة الأولمبية، كما أنه نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، إضافة إلى أنه شغوف بالرياضة ويشرف على ملف مونديال العام 2022 الذي تستضيفه قطر، علما بأنه تلقى علومه في كلية ساندهيرست البريطانية المرموقة، على غرار والده، كما أنه يتحدث الفرنسية بطلاقة.