خففت إثيوبيا ومصر من لهجة الحرب اليوم واتفقتا على إجراء مزيد من الحوار لحل نزاع حول سد تبنيه أثيوبيا على نهر النيل الذي يعتمد عليه المصريون في توفير كل احتياجاتهم المائية تقريبا. وتبادلت ثاني وثالث أكبر دولتين في إفريقيا من حيث عدد السكان التهديدات طوال الأسابيع القليلة الماضية بسبب مشروع السد الإثيوبي الذي يهدف لتوليد الكهرباء وتخشى مصر أن يخفض حصتها من المياه التي تغطي احتياجات 84 مليون مصري يعيش أغلبهم في وادي النيل والدلتا. وقال الرئيس المصري محمد مرسي في العاشر من يونيو إنه لا يريد حربا لكنه سيبقي كل الخيارات مفتوحة ما دفع اثيوبيا إلى القول إنها مستعدة للدفاع عن مشروع سد النهضة الذي يتكلف 4.7 مليار دولار وتقيمه قرب حدودها مع السودان. واستدعت إثيوبيا سفير مصر هذا الشهر بعد أن ظهر سياسيون مصريون في القاهرة على شاشات التلفزيون وهم يتحدثون عن تأييد متمردين في أثيوبيا والقيام بعمل عسكري. وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإثيوبي تادروس ادهانوم في العاصمة الإثيوبية في رده على سؤال حول التصريحات الإعلامية الأخيرة إن الجانب الاثيوبي يعرف المشاعر الحقيقية للشعب المصري ومصر تعرف المشاعر الحقيقة للشعب الإثيوبي "وإذا خرجت كلمة من هنا أو هناك في لحظة معينة أو بسبب الانفعال يتعين إلقاؤها خلف ظهورنا." وصرح دبلوماسي أثيوبي بأن جولة اخرى من المحادثات ستعقد على مستوى الوزراء والخبراء خلال بضعة أسابيع. وقال عمرو إن المناقشات خلال اليومين الماضيين عكست الروح الإيجابية بين البلدين حيث "اتفقنا على بدء مشاورات على الفور على المستوى الفني بين وزيري الموارد المائية وعلى المستوى السياسي بين وزيري الخارجية في البلدين لتطبيق توصيات لجنة الخبراء الدولية الثلاثية والتي تضم إثيوبيا ومصر والسودان بما يتضمن اجراء دراسات اخرى حول تأثيرات السد على دولتي المصب على أن تنتهي في وقت قصير معقول." وأوضح أدهانوم أن المشاورات ستحدث دون وقف لأعمال البناء في السد الذي تبنيه شركة إيطالية خاصة. وعبر وزير الخارجية الإثيوبي عن تقديره العميق للجانب المصري، مشيرا إلى أن المباحثات خلال اليومين الماضيين مع وزير الخارجية والوفد المرافق له تركزت على العلاقلات الثنائية بين البلدين والمسائل المتعلقة بسد النهضة وأنها اتسمت بالصراحة وكانت بناءة وودية للغاية. وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ميلس زيناوي كان اقترح تشكيل لجنة ثلاثية للتعامل مع مخاوف مصر والسودان بهدف بناء الثقة بين الدول الثلاث ودراسة منافع السد وأضراره المحتملة، مشيرًا إلى أن عملية بناء السد تجري بطريقة تراعي شواغل الأمن المائي لمصر والسودان وأن الجانب الإثيوبي يتفهم ذلك بشكل تام. وقال "أود أن اطمئن الأشقاء والشقيقات في مصر بأننا سنتعامل مع مخاوف الأمن لمصر والسودان ونقوم بذلك في إطار التعاون والمنفعة المشتركة."