استمعت صباح اليوم لشكوى إحدى مريضاتى تعانى من زيادة مفرطة فى الوزن، اتبعت جيهان العديد من الأنظمة الغذائية على اختلافها مستهدفة فقدان الوزن، وكانت تبدو ناجحة فى بدايتها دائماً، ولكن سرعان ما تستعيد وزنها السابق. فالاستمرارية تبدو مستحيلة، بالإضافة إلى أن إعادة الكرّة تبدو أصعب وفقدان الوزن أقل. وكانت كلماتها تحمل صدى لعشرات الشكاوى التى أستمع إليها من حالات مماثلة، ولذلك قررت كتابة هذا المقال فى محاولة لتوضيح التقافة الغذائية. لقد تعرضت جيهان إلى ما نسميه «ريجيم اليويو»، فكل مرة تبدأ نظاماً غذائياً خاصاً لإنقاص الوزن، والذى غالباً ما يعتمد على تقليص الكميات والسعرات الحرارية بشكل عشوائى ومفاجئ متناسياً ردة فعل الجسم. فعندما يتعرض الجسد لما يسمى علمياً «ستارفيشن مود» أو حالة تجويع، يتلقاها المخ على أنها إشارات تهديد للجسم فيبدأ بإرسال إشارات لزيادة إفراز هرمونات محددة مثل «لبتين» وإنزيمات مثل «ليبوبروتين ليباز» للحفاظ على مخزون الدهون وتقليل الحرق. ومن هنا ندرك أن فى كل مرة يفقد فيها الإنسان وزناً ثم يستعيده تقل قدرة جسده على الحرق وتزيد قدرته على تخزين الدهون. بالإضافة إلى أن فقدان الوزن بشكل سريع يُفقد الجسد نسبة أكبر من المياه والعضلات، وعند استعادة الوزن يكون على هيئة دهون. يجب أن ندرك أن لكل منا حالة متفردة تختلف فيها أسباب زيادة الوزن وقدرتنا على الحرق باختلاف جيناتنا الوراثية، فمنا من يحتاج إلى إصلاح عملية الهضم والامتصاص، ومنا من يحتاج إلى تجنب بعض الأطعمة بعينها، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر. وبالرغم من هذا التفرد والاختلاف فهناك أساس واحد يجمعنا مبنى على مبدأ التغذية الصحيحة المتوازنة والعادات السليمة التى نحتاجها جميعاً، ومنها: * تناول الأطعمة المشبعة بالعناصر الأساسية من الفيتامينات والمعادن مثل الخضراوات والفاكهة على حساب الأطعمة المشبعة بالسعرات الحرارية. * تناول الأطعمة المليئة بالألياف التى تساعدنا على الشعور بالامتلاء وعلى تنظيم امتصاص السكر فى الدم وعلى إفراز هرمون ال«ج ل ب 1» الذى يعزز الإحساس بالشبع. * زيادة تناول الأكلات التى تزيد من قلوية الجسم لزيادة الحرق، مثل الخضر والفاكهة وجوز الهند والبلح وعصير الليمون، فرغم حمضيته فإنه يزيد من قلوية الدم، على حساب الأكلات التى تزيد حموضة الدم مثل اللحوم. * تنويع المصادر الغذائية من حبوب ودهون وبقوليات وخضراوات ولحوم وألبان وعدم سيطرة مجموعة غذائية بعينها. * تناول أنواع مختلفة من الحبوب مثل القمح والذرة والأرز والشوفان والكنوا والشعير والسورجام للحفاظ على صحة وحيوية الجهاز الهضمى وتنشيط عملية الهضم. * الإقلال من تناول السكريات والدهون المشبعة والدقيق الأبيض أو الحبوب غير الكاملة واستبدالها بالحبوب الكاملة والمحليات الطبيعية مثل العسل وسكر جوز الهند والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون. * كما أن شرب المياه والرياضة بشكل منتظم يزيدان من فرص إقلال الوزن. * تناول الأطعمة التى تحتوى على البكتريا النافعة مثل الزبادى والكافيار والمخللات (بدون خل) واللحوم والأسماك المملحة. * تناول الأطعمة المليئة بمضادات الأكسدة. إن مفتاح نجاح خطة فقدان الوزن يكمن فى الاستمرارية.. عن طريق غرس عادات غذائية جيدة متوازنة فى حياتنا اليومية، بالإضافة إلى التوصل إلى السبب الرئيسى الكامن وراء زيادة الوزن والتعامل معه. وفى النهاية نؤكد أن اتباع الأنظمة الخاطئة التى تسمى إجمالاً «ريجيم اليويو» تؤدى إلى زيادة الوزن وليس فقدانه.