اهتمامه بطبع استمارات لحملة «تمرد» على نفقته الخاصة وجمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات أصبح أهم بالنسبة له من لقمة عيشه، فلأول مرة يترك بضائعه جانبا، ويسأل المارة ليس عن رغبتهم فى شراء إيشاربات وإسدالات من التى يبيعها، بل عن رغبتهم فى التوقيع ل«تمرد». فى واحد من أكثر شوارع المهندسين ازدحاما، وقف «محمد أبوزيد» -60 عاما- تحت أشعة الشمس الحارقة، يدعو المارة إلى التوقيع على الاستمارة التى يرى فيها الأمل فى الخلاص من الإخوان. على سلم حديدى كبير وضعه فى منتصف الشارع علق «أبوزيد» ورقة ضخمة من استمارة «تمرد» مكتوبا عليها اسمه وأسباب رفضه لحكم الإخوان: «أنا أخدت استمارة من واحد جارى وصورت منها 3000 نسخة، ووعدت كل اللى يمضى عليها إنى أوصلها شخصيا لمسئولى الحملة». ثمن تصوير النسخ الذى يصل إلى قرابة ال 300 جنيه، يعتبرها «أبوزيد» ضريبة بسيطة للدولة، يجب على كل مواطن أن يدفعها لإنقاذ مصر. رغم حصوله على الشهادة الإعدادية.. قرأ كثيرا فى تاريخ الإخوان، واستخلص منه أنهم لا يصلحون للحكم لأنهم دائما يبحثون عن مصالحهم الشخصية: «إحنا كل اللى عايزينه مدير يعرف يدير الشركة بتاعتنا اللى هى مصر، ويجيب عمال من أهل الخبرة مش الثقة». شارك «أبوزيد» فى الثورة منذ بداياتها، لكنه كان يرفض الاتهامات الموجهة للشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين، لذا كتب قصيدة تقول كلماتها: «فاكرين لما عملتوا الثورة يوم الخامس والعشرين/ عملوا الفتنة بين الثورة وإخواتنا فى الداخلية/ من فوق الأسطح ضربوا عليكو ولما سألتوا قالوا الشرطة/ لا والله / الداخلية بينها وبينهم أكبر تار / ياما حبسوهم على خياناتهم وياما إدوهم على القفاوات». فى الانتخابات الرئاسية انتخب «أبوزيد» عمرو موسى لأنه يراه رجلا أنيقا، يصلح لإدارة هذه الدولة، لذا يصر على الاستمرار فى جمع توقيعات ل«تمرد» حتى 30 يونيو الجارى.