تضايقنى دائماً نظرة الأهل لأولادهم خاصة البنات، فأغلب الآباء والأمهات تكون فكرتهم عن البنت أنها فقط تكبر حتى تتزوج وربما أكرموها بالتعليم حتى لا تكون أقل من غيرها وينظر لها المجتمع نظره المتعلمة ويأتى لها عريس متعلم ومثقف و«متريش» كمان، كنت أعتقد أن هذه الفكرة تغيرت عند كثير من الآباء والأمهات خاصة بعد الثورة اعتقدت أنهم سوف يتركون لنا الحرية فى اختيار ما نحبه ونسعى لتحقيقه، ولكن للأسف لم يتغير شىء، فالمجتمع ثلاث طبقات والأغلبية من الطبقة الوسطى التى تحتوى على ثلاثة أرباع رافضين لعمل البنت وخروجها من البيت والربع الآخر يجعلها تعمل ولكن تحت شروط وضوابط معقدة، متى سيعلم ويدرك الآباء والأمهات أن لكل منا حلماً يريد تحقيقه وأن الزواج لم يعد الحلم الأول للبنت، ليس كل البنات كذلك ولكن هناك نسبة كبيره لها حلم وطموح تريد أن تحققه، تريد أن تستنشق هواء حريتها، تريد أن تحقق ذاتها ولا تعتمد على الغير، متى سيدركون أننا جيل يختلف تماماً عن جيلهم، جيل غير مجبور على فعل شىء لا يريده، جيل تمرد على الوضع الذى كان فيه؛ لأنه كان يقتل أحلامه وطموحاته وعمل ثورة يشهد لها العالم كله وإن كانت لم تحقق ثمارها إلىالآن ولكنه لن يسكت بعد الآن عن حقوقه، لا نريد سوى الثقة ومساحة من الحرية حتى نتنفس ونسعى وراء تحقيق حلمنا وطموحنا وإن كان بسيطاً، لا نريد سوى أن يغير المجتمع نظرته عن الفتاة وأنها للزواج والجلوس فى البيت «وبس»، نريد أن يتغير التفكير، فمن غير المعقول بعد هذه الثورة يفضل الحال على ما هو عليه وإلا كيف سنرقى بمصر إذا لم تتغير العقول، أريد من كل أب وأم أن يتركوا المساحة ولو قليلاً لبناتهم ليسعين وراء حلمهن وطموحهن البسيط.