قال الدكتور محمد وسام خضر مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الافتاء، إن التطعيم ضد شلل الأطفال واجب شرعي على الآباء والأمهات، لا يجوز لهم التفريط فيه؛ لأن فيه إنقاذًا لصحتهم وحياتهم، بل أوجب كثير من الفقهاء الدية المغلظة على من ترك إنقاذ شخص مع القدرة على ذلك؛ فجعلوه من باب القتل شبه العمد، فكيف بمن يمتنع عن تطعيم أولاده الذين هم أمانة في يده؟. وأشار وسام في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، في "مؤتمر استئصال شلل الأطفال في ضوء الإسلام"، المنعقِد برعاية الجامعة الإسلامية في إسلام آباد من 5 إلى 6 يونيو الجاري، إلى أن دار الإفتاء تنبهت لخطر الفتاوى المضللة التي تحرم تطعيم الأطفال مبكرًا؛ فأصدرت فتاوى بمشروعية التطعيم، ووجوب الالتزام به، ومشروعية التوعية لخطر هذا المرض عبر منابر المساجد، وذلك في الأعوام 2003م، و2004م، و2005م، وأصدرت بذلك بيانًا منشورًا على موقعها الإلكتروني، كما أصدر مجمع البحوث الإسلامية أكثر من بيان بشأن وجوب التطعيم ضد هذا المرض؛ في عامي 2005م، و2012م. وأعرب وسام، عن استنكار دار الإفتاء الشديد للأعمال الإجرامية التي قام بها متشددون في قتل موظفي المنظمات الصحية العالمية في باكستان، الذين يتحملون المشاق في سبيل حماية الناس من الأمراض، منبهًا على أنه إذا كان الشرع يعطي أجر الشهيد لجالب الطعام إلى أمصار المسلمين؛ ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن جلبَ طعامًا إلى مصرٍ مِن أمصارِ المسلمينَ كانَ له أجرُ شهيدٍ»، فكيف بمن يسعون في حماية الناس من الأمراض الفتاكة والأوبئة القاتلة بجلب الأدوية والأمصال إليهم في مختلف الأمصار، معرضين أنفسهم للمخاطر والهلكة، ولفت إلى أن فتاوى تحريم التطعيم، تعد كذبا على الله ورسوله.