سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الموجة الحارة تخرج محطات الكهرباء عن الخدمة في مصر خاصة الجنوب وزارة الكهرباء: أحمال الشبكات زادت أمس إلى 26.3 ألف ميجاوات لارتفاع الاستهلاك بسبب الحرارة
قال مسؤولون حكوميون في مصر، إن موجة من الطقس الحار على مدار الأيام الماضية، دفعت العديد من محطات الكهرباء للخروج عن نطاق الخدمة، وسط مخاوف من تكرار أزمة انقطاع الكهرباء، بشكل واسع خلال فصل الصيف على غرار السنوات الثلاث الماضية. وقال أكثم أبوالعلا، المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المصرية، في اتصال هاتفي اليوم، إن ارتفاع درجة الحرارة، تسبب في خروج بعض محطات إنتاج الكهرباء عن الخدمة خاصة في جنوب مصر. وأضاف أبوالعلا أن شركات الكهرباء تعكف حاليا على دراسة وضع هذه المحطات، لإدخالها للخدمة في أسرع وقت ممكن. وسجلت درجات الحرارة ارتفاعا قياسيا، على مدار الأيام القليلة الماضية، لتصل إلى نحو 43 درجة مئوية في النهار بالقاهرة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء، في اتصال هاتفي، إن ارتفاع الحرارة دفع الاستهلاك للحدود القصوى أمس، ما أجبر الشركة القابضة لكهرباء مصر على تخفيف الأحمال بشكل واضح في مناطق متعددة من البلاد. وحسب وزارة الكهرباء والطاقة المصرية، فإن أحمال الشبكات ارتفعت أمس إلى حوالى 26.3 ألف ميجاوات، بسبب ارتفاع استهلاك الطاقة مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد. وتعاني مصر نقصا في الكهرباء في السنوات الأخيرة، وتبلغ طاقة توليد الكهرباء حوالي 27 ألف ميجاوات يوميا، حسب بيانات وزارة الكهرباء المصرية، لكنها لا تلبي الاحتياجات المتنامية في البلاد. وقال مصدر مسؤول في الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، إن نقص كميات المازوت الموجهة إلى محطات الكهرباء، ساهم أيضا في أزمة انقطاع التيار الكهربائي. وأضاف المسؤول في اتصال هاتفي، أن حجم المازوت فى محطات الكهرباء انخفض أمس الأحد إلى 14 ألف طن، مقارنة بنحو20 ألف طن يوم الجمعة الماضي، ما أثر على قدرات توليد التيار. وتشهد مصر حاليا موجة من قطع التيار، فيما يعرف باسم سياسة تخفيف الأحمال الناجمة عن انخفاض القدرات الإنتاجية مقارنة بمعدلات الاستهلاك المرتفعة. وقال أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية السابق، خلال مشاركته في مؤتمر عن الطاقة بالعاصمة القاهرة اليوم الاثنين، إن ارتفاع الحرارة درجة واحدة عن ال30 مئوية يخفض كفاءة محطات الكهرباء بنسبة 1%، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الطاقات المتولدة خلال الصيف مقارنة بالشتاء. وغادر كمال منصبه، ضمن تعديل وزراى أجراه هشام قنديل رئيس وزراء مصر في أبريل الماضي، طال أغلب حقائب المجموعة الاقتصادية في الحكومة. وتواجه مصر نقصا في الوقود المستخدم في محطات الكهرباء، ما اضطر الحكومة لتحويل بعض الغاز المتعاقد على تصديره إلى السوق المحلية، والتفاوض مع دول مثل روسيا وقطر لاستيراد كميات من الغاز. كان جابر الدسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، قال نهاية الأسبوع الماضي في تصريح خاص، إن مصر رصدت 3 مليارات دولار، لاستيراد كميات من المازوت والغاز الطبيعي، لمحطات الكهرباء خلال شهور الصيف الحالي. وأثار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في مناطق متفرقة من مصر، احتجاجات غاضبة، وصلت إلى اعتداء مواطنين على محطات للكهرباء في العاصمة المصرية ومحافظات إقليمية شمال وجنوب البلاد. وقالت وزارة الكهرباء في بيان لها اليوم، إن الشبكة الكهربائية تعرضت أمس للعديد من التعديات فى مختلف أنحاء البلاد، بعد اضطرار الوزارة لتخفيف الأحمال لحماية الشبكة. وأضافت الوزارة أن من بين هذه الاعتداءات تعرض محطة محولات الصالحية شمال مصر، البالغ جهدها 66 كيلو فولت إلى اعتداء من مجموعة كبيرة من العاملين بشركة الغزل والنسيج بمنطقة الصالحية الجديدة، الذين أجبروا العاملين بالمحطة على فصل التغذية الكهربائية عن مدينة الصالحية بالكامل، بسبب امتناع صاحب الشركة التي يعملون بها عن صرف مرتبات العاملين لديه. وقال مواطنون، إن عجز الحكومة عن إيجاد حلول لانقطاع الكهرباء في الصيف قد يثير موجة غضب، لاسيما أن العام الماضي شهد وعودا بتجنب انقطاع التيار خلال صيف العام الحالي. ولجأت مصر مؤخرا إلى إبرام اتفاق مع المملكة العربية السعودية يسمح بالبدء في مشروع ربط الكهربائي بينهما بعد انتظار دام نحو 7 أعوام. ورصدت السعودية ومصر نحو 1.6 مليار دولار لإقامة هذا المشروع الضخم المقرر تنفيذه في فترة زمنية ما بين 24 إلى 36 شهرا.