توقع الكاتب والمحلل السياسى البريطانى، روبرت فيسك، فوز المرشح أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية بنسبة 51% من الأصوات، معتبراً فوزه يمثل تفويضاً جديداً للديكتاتورية، وتابع فيسك فى مقاله بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية: «إذا أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضها للنتيجة المزورة وقررت النزول إلى الشارع، فلن يكون من الصعب تصور ما سيؤدى إليه استفزاز الشرطة من الانزلاق إلى حافة العنف، والجيش يستطيع بالكاد تبنى أساليب القمع الجماعى، التى فضلها فى الماضى، وبالتأكيد ستكون هناك محاولات للتفرقة بين الإخوان والسلفيين، لكن من غير المتوقع أن يساند المصريون أى طرف من الإسلاميين ضد الآخر». وصف فيسك انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية فى مصر بلحظة احتدام الصراع بين معسكرين يمثلهما أحمد شفيق ومحمد مرسى، قائلاً: «الجيش الذى أصدر إعلاناً دستورياً يثبت قبضته على السلطة لم يضع أى اعتبار للانتخابات التى صوت فيها المصريون، وللوعود التى أطلقها بإرساء الديمقراطية»، وأضاف: «وفاة مبارك أو حياته لا تغير من أهمية نتائج الانتخابات، وإذا كان المرشحان حصلا على نسبة أصوات متقاربة، كما أعلن، فهذا يعنى أن نتائج الانتخابات تظهر انقسام المصريين وتشتتهم، لكن ليس بفعل الطائفية، وإنما بفعل الرأسمالية والإسلام». وتابع فيسك: «حتى الآن تجاهل العسكر نتائج الانتخابات البرلمانية التى فاز فيها الإخوان المسلمون، وقرروا أنهم الجهة الوحيدة القادرة على كتابة دستور جديد، وعلى تحديد صلاحيات الرئيس، وبالتالى لم يبق ما يمكن الحديث عنه، بغض النظر عن الفائز، فإذا أعلن رسمياً عن فوز أحد المرشحين سيعلن الآخر نفسه فائزاً، ولكن بصفة غير رسمية، وهنا قد يتدخل المجلس العسكرى لضمان السلم العام، وبحكمتهم المعهودة سيتدخلون ويحكمون البلاد حتى يقرروا تنصيب من يحقق لهم كل مطالبهم.. هذا السيناريو يذكرنا بأن حكام مصر من الفراعنة لهم سجل سيىء فى الحكم، وكذلك المجلس العسكرى الذى فشل فى طريقة إدارة البلاد طوال 16 شهراً، ولم يستطع إنهاء الثورة فى ميدان التحرير، كما سمح لكبار ضباط الشرطة من القتلة بالإفلات من العقاب وللجنود بأن يعيثوا فى الأرض فساداً أمام كاميرات التليفزيون، سواء بالتحرش بالنساء أو ضربهن». وأشار «فيسك» إلى أن المشير حسين طنطاوى قد يكون صديق مبارك المقرب طوال حياته، لكنه ليس عبدالناصر أو السادات أو حتى حافظ الأسد، موضحاً: « هؤلاء الرجال لم يرتكبوا أى حماقات على الملأ، أما المتحدثون باسم المجلس العسكرى من حاملى الرتب العسكرية الكبيرة فيبدو مظهرهم غريباً، وكأنهم يعانون من الخجل أو غير سعداء فى مواجهات المؤتمرات الصحفية».