لا تنسى ذاكرة الشعوب تصريحات الزعماء والحكام، ففي الوقت الذي طالب فيه رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان، الرئيس السابق حسني مبارك، بالاستماع إلى مطالب شعبه عقب خروجهم في الشوراع والميادين للمطالبة بالحرية، خرج اليوم ليعلن عدم اهتمامه بمطالب المحتجين الأتراك. في 2011، عندما خرجت الجموع المصرية للمطالبة بالتغيير وإسقاط النظام وتمسكت بمطالبها، قال أردوغان موجهاً حديثه ل"مبارك"، "نحن بشر ولن نبقى على وجه الأرض، ومن الضروري الاستماع إلى مطالب الشعب وصحياته التي تمس صميم الحق الإنساني، استجب لمطالب الشعب بالحرية دون تردد". ولكن في 2013، عندما خرجت الجموع في تركيا ليس لمطالب سياسية ولكن من أجل الحفاظ على تراثهم والاعتراض على مشروع حكومي يقضي بتحويل حديقة تاريخية تدعى "غيزي بارك" إلى مركز ثقافي وتجاري، أكد في كلمته أن الحكومة ستستمر في المشروع الذي بدأته، وأن عمليات تطوير "ميدان تكسيم" في مدينة أسطنبول ستتواصل رغم الاحتجاجات، وأن قطع الأشجار هو لمصلحة أسطنبول لبناء الجسر الثالث الذي سيخدم المدينة.