نقيب المهندسين ل«الوطن»: المطالبون بالحل العسكرى فى أزمة إثيوبيا أغبياء.. ومصر مقبلة على أزمة مياه

«مبارك» السبب فى الأزمة منذ «أديس أبابا».. وتحميل «مرسى» المسئولية افتراء

أكد المهندس ماجد خلوصى، نقيب المهندسين، أن الإجراء الذى اتخذته إثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق تمهيدا لبناء سد النهضة سيغير معالم المنطقة خلال السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن الأمر ليس له ضرر هذه الأيام، لكن له مخاطر فى المستقبل، معتبرا أن الأزمة معقدة جدا وتدخل فى نطاق الأمن قومى ولا تقبل القسمة على اثنين.
وأوضح، فى تصريح خاص ل«الوطن»، أن مصر لديها مشكلة مياه، خاصة فى ظل الطمى المتراكم خلف السد العالى بالمجرى الملاحى النيلى، ما أدى إلى ضيق ذلك الممر، الأمر الذى يهدد بمنع وصول المياه، ما يعنى أن مصر مقبلة على أزمة مياه.
ولفت إلى أنه فى حالة بناء سد سيتم منع وصول جزء من المياه من حصة مصر، ما سيزيد الأزمة، رافضا فى الوقت ذاته أى حلول عسكرية فى هذا الشأن، قائلا: «من يطالبون بذلك أغبياء ويجرّون مصر لأزمة كبيرة».
وأشار إلى أن إثيوبيا بدأت فى ذلك الأمر منذ سنوات، وتستهدف مضاعفة حصتها من الكهرباء لستة أضعاف، وبالتالى فمن الصعب أن يتراجعوا عن تلك الخطوة بكل سهولة، الأمر الذى يتطلب هدوءا وحلولا دبلوماسية وسياسية.
وأكد أن إثيوبيا دولة نامية تحتاج إلى الخبرات المصرية فى كل المجالات، سواء الطبية أو التعليمية؛ لذلك لا بد من توقيع بروتوكولات معها لمساعدتها على التنمية.
وحمّل «خلوصى» نظام «مبارك» مسئولية تدهور العلاقات، قائلا: «منذ حادثة أديس أبابا والعلاقات ساءت، وذلك كان توجه النظام السابق، وكان يعطى أوامره لوزرائه للسير فى ذلك الاتجاه»، مضيفا: «وبالتالى لا يجوز تحميل الرئيس محمد مرسى مسئولية ما حدث.. (ده يبقى افترا)».
وأبدى نقيب المهندسين إعجابه باقتراح حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، بالضغط على الدول الممولة للسد بمنع قوافلها من المرور فى قناة السويس، مشيرا إلى أن ذلك اقتراح جيد، مضيفا أنه فى حالة فشل الحلول الودية بالتأكيد ستكون هناك حلول أخرى.
واستبعد تدخل دول عربية فى أزمة تحويل مجرى النيل للضغط على مصر، مشيراً إلى أنهم لن يضحوا بعلاقاتهم بمصر من أجل «شفيق» و«مبارك».
وطالب بالتفكير فى مشروعات قومية جديدة تتعلق بالمياه مع الدول الأفريقية الأخرى، خاصة السودان، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة بالنقابة العامة للمهندسين لصياغة سلسلة من الحلول لتقليل خطورة الأزمة المائية على مصر فى الفترة المقبلة.