"من حقنا أن نتمتع بالطعم الذي يتمتع به بقية الناس في العالم". قالها مقاول الأنفاق خليل إفرنجي لمحرر جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ليشرح الهدف من تقديم خدمة توصيل وجبات "كنتاكي" عبر الأنفاق، من محل "يمامة" الذي أسسه بقطاع غزة منذ سنوات، لتقديم خدمة التوصيل الدولية الفريدة من نوعها. التقرير الذي نشرته الجريدة اليوم يتحدث عن استخدام الأنفاق لإيصال وجبات "كنتاكي" من فرع المحل بالعريش إلى غزة عن طريق الأنفاق. وكل ما على عامل التوصيل فعله هو شراء الوجبة المطلوبة من فرع "كنتاكي" بالعريش، واستقلال سيارتي تاكسي حتى الحدود الدولية وعبورها من خلال أحد الأنفاق، وكل ذلك ينظمه إفرنجي، مقاول الأنفاق وصاحب محل "يمامة" المسؤول عن توصيل الطلبات. الوجبات، كما يقول التقرير، لا تصل بسرعة إلى طالبيها، فقد تتأخر أحيانا إلى أربع ساعات، حيث يمتلك إفرنجي أسطولا من الدراجات النارية تعمل على توصيل الوجبات لمن يطلبها. وتصل تكلفة الوجبة العابرة للحدود أحيانا إلى ضعف المبلغ الذي يتكلفه شراؤها من فرع "كنتاكي" بالعريش، وذلك لتكلفة التوصيل العالية. حكاية "بيزنس" إفرنجي بدأت عندما قرر الشهر الماضي، خلال تواجده في العريش، أن يعود إلى أصدقائه ببعض الوجبات من فرع "كنتاكي"، الذي أُنشئ عام 2011 على مقربة من الحدود المصرية مع غزة، ليجد أن كثيرين يطلبون منه أن يأتي لهم بوجبات مماثلة، فقرر أن يقبل هذا التحدي "لإثبات أن الغزاويين يمكنهم القيام بالكثير رغم القيود". وأرجع الدكتور فاضل أبوهين أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى، الجامعة المحلية بقطاع غزة، استخدام الفلسطينيين لهذه الأساليب إلى الظروف غير العادية في القطاع التي تنتج طرقا غير عادة في التفكير لدى الفلسطينيين، مؤكدا ل"نيويورك تايمز" أن الغزاويين يفكرون في أي شيء خارج الحدود، تماما كما يفكر السجين بأي شيء وراء القضبان.