ألقت القوات النظامية السورية منشورا تحذيريا لسكان مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حمص بوجوب مغادرتها، محذرة من هجوم وشيك في حال عدم استسلام المقاتلين، وهو ما نفاه ناشطون معارضون مؤكدين عدم وجود ممر آمن للمغادرة. وقال مصدر عسكري سوري، اليوم، إن "منشورات ألقيت فوق القصير تدعو السكان إلى مغادرة المدينة، وفيها خارطة لطريق آمن يمكنهم من خلاله إخلائها، لأن الهجوم على المدينة بات قريبا في حال لم يستسلم المسلحون". وتحقق القوات النظامية مدعومة من اللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من حزب الله اللبناني حليف نظام الرئيس بشار الأسد، تقدما في مجمل ريف القصير وصولا إلى المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ أكثر من عام. من جهته، قال الناشط هادي العبدالله "أنا موجود في مدينة القصير، واليوم زرت قريتين قريبتين منها، ويمكنني أن أؤكد أن أي مناشير لم تلق في هذه المنطقة". وأضاف هذا المتحدث باسم "الهيئة العامة للثورة السورية" في حمص "ما يثير القلق أكثر من ذلك هو عدم وجود ممر آمن للمدنيين للخروج. جميعنا في القصير محكوم علينا من قبل النظام بالموت البطيء". وأوضح أنه "كلما حاول المدنيون مغادرة المدينة، يطلق الرصاص عليهم أو يتعرضون للقصف على أطراف المدينة من قبل دبابات النظام أو قناصته. نحن محاصرون، المدنيون والناشطون والمقاتلون المعارضون". وأفاد ناشطون بأن المدينة التي يعتقد أن عدد المقيمين الحاليين فيها يقارب 25 ألف نسمة، باتت محاصرة من ثلاث جهات. وتعد منطقة القصير الحدودية مع لبنان، صلة وصل أساسية بين دمشق ومناطق الساحل السوري. ونقل زوار لبنانيون التقوا الأسد الشهر الماضي أن قواته تخوض "معركة أساسية" في القصير. وأقر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله مؤخرا بأن عناصر من حزبه يقاتلون في ريف القصير، مشددا على أنهم يقومون "بالدفاع" عن قرى سورية حدودية يقطنها لبنانيون شيعة.