شهدت مدينة نصر، مساء أمس الأول، ليلة دامية ومعارك واشتباكات بين آلاف المتظاهرين المنتمين للتيار السلفى، الذين حضروا لحصار مقر جهاز الأمن الوطنى، رفضاً لسياساته واتهاماً له بأنه يعيد سياسات «أمن الدولة» السابق باستدعائهم ليلاً كما كان يحدث إبان النظام السابق، وبين قوات الأمن التى نجحت فى تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع. بدأت الفاعليات بتجمع المتظاهرين فى ال8 مساءً أمام مسجد «رابعة العدوية»، قبل توجههم إلى المبنى الرئيسى للأمن الوطنى، بمشاركة حركات «ثوار مسلمون، صامدون، أمتنا، طلاب الشريعة، التيار الإسلامى العام» وأحزاب «النور والأصالة والإصلاح والراية»، حاملين السلاح ومرددين هتافات «لا إله إلا الله.. أمن الدولة عدو الله» و«اللى بيحلم بالحرية.. أمن الدولة هى هى.. دول شوية بلطجية» و«يا كلاب أمن الدولة.. فين الأمن وفين الدولة؟» و«انزل من دارك.. إحنا لسه فى عصر مبارك»، ورفعوا لافتات: «أمن الدولة جوانتانامو مصر» و«أمن الدولة خلية تجسس أمريكية على أرض مصر» و«إن عدتم عدنا»، واصفين الجهاز بأنه «جهاز اليهود»، ورسموا على مقره نجمة داوود، ووصل الأمر لأن حلل بعضهم دماء أعضاء الجهاز بدعوى أنهم «أعداء الإسلام»، كما رفعوا صورة الدكتور عمر عبدالرحمن، زعيم الجماعة الإسلامية، للمطالبة بالإفراج عنه، فضلا عن رايات تنظيم القاعدة والجهاد وأعلام سوريا ورايات «ألتراس حازمون». قاد المسيرة من مسجد «رابعة العدوية»، عقب صلاة العشاء، حسام أبوالبخارى وخالد حربى، منسقا التيار الإسلامى العام، وحامد مشعل، القيادى بحزب الراية، ونظم المتظاهرون سلاسل بشرية، بقيادة محمد سعادة، منسق حركة «صامدون»، واستعانوا بسيارة نصف نقل محملة بمكبرات صوت لتكون على رأس المسيرة وسيارات أخرى لتأمين الطرق وعدد من الدراجات النارية، حاملين أعلام الجهاد ومرددين هتافات: «الله أكبر الله أكبر» و«لا إله إلا الله.. أمن الدولة عدو الله» وأطلقوا وابلا من الألعاب النارية والشماريخ. وفور وصول المسيرة أمام المدينة الجامعية لطالبات الأزهر «غازلهن» بعضهم، وأطلقوا عليهن الشماريخ، ما أدى لفزعهن، الأمر الذى قابله «المتظاهرون الإسلاميون» بالضحك والسخرية، وانضم العشرات من طلاب جامعة الأزهر للمسيرة، وطالبوا بإقالة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ورئيس الجامعة، وتولى بعضهم رسم «الجرافيتى» على أسوار المدينة الجامعية وكتابة هتافات معادية ل«الأمن الوطنى». ووصل المتظاهرون إلى المقر العام للأمن الوطنى فى ال10 مساءً، وسط غياب تام لرجال الأمن، رغم وجود قسم ثانى شرطة مدينة نصر بجانبه، ولاحظت «الوطن» وجود عدد من رجال الأمن الوطنى فى الشرفات من أجل تصوير المتظاهرين، الذين ردوا عليهم بإلقاء الشماريخ والحجارة نحوهم. وتعبيراً عن نصرهم، رقص راكبو الدراجات النارية أمام المقر، ورسم آخرون على بوابتيه نجمة داوود، ثم بدأوا فى محاولة اقتحام البوابة الجانبية وإلقاء الحجارة والشماريخ وطلقات الصوت داخل المقر، وتسلقوا الأسوار وأشعلوا النيران فى علم وزارة الداخلية، وحطموا كشافات الإنارة وكاميرات المراقبة على سور الجهاز، فضلا عن تحطيم بوابة نادى ضباط الشرطة المواجه لمقر الجهاز. واعتدى عدد من المتظاهرين التابعين لحركة «صامدون» على الصحفيين الذين يتابعون الأحداث، وحاولوا منع الكاميرات من تصويرهم أثناء محاولة اقتحام المبنى، وفى الحادية عشرة والنصف مساءً ذهب المتظاهرون للبوابة الأخيرة للمقر المواجهة لمبنى الشركة المصرية للاتصالات، بعد أن فشلوا فى اقتحام بوابة شارع المخيم الدائم، ورسموا على سوره «جرافيتى» لنجمة داوود وكتبوا: «جهاز كلاب الدولة» و«كلنا أسامة بن لادن». وانضم إلى المتظاهرين ممدوح إسماعيل، القيادى السلفى عضو مجلس الشعب السابق، وحث الشباب على الصمود أمام المقر، لكنه فوجئ فى الساعة ال12 منتصف الليل بظهور 6 مدرعات وسيارات للأمن المركزى أمام مقر الجهاز، لفض التظاهرات، وأُطلقت القنابل المسيلة للدموع والخرطوش بشكل كثيف لتفريقهم، فيما هرب المتظاهرون الذين ردوا بإطلاق الشماريخ بتجاه الأمن إلى الشوارع المجاورة، وألقى الأمن القبض على عدد منهم، بينما أصيب عدد من الصحفيين. وفى الواحدة صباحاً عاد الهدوء للمنطقة، بعد أن سيطرت قوات الأمن على الموقف وعادت حركة المرور إلى طبيعتها فى الشوارع المحيطة بالجهاز، وكثفت قوات الأمن المركزى من حملاتها فى المنطقة، بعد فرار متظاهرى التيار الإسلامى، منعاً لعودتهم مرة أخرى. أخبار متعلقة أحزاب وتيارات إسلامية تتبرأ من التظاهر أمام «الأمن الوطنى» «الحرية والعدالة»: تجب محاسبة المتجاوزين من ضباط «الأمن الوطنى» أحزاب «الإنقاذ»: مظاهرات «الإسلاميين» لحل «الأمن الوطنى» محاولة لتأسيس ميليشيات «الحرس الثورى»