سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
9 أشهر بين "ميدان" و"مصنع".. مرسي يصالح "الستينيات" ويمدح "عبدالناصر" أستاذ تحليل الخطاب السياسي: كلمة الرئيس ستظل مجرد "عبارة مناسبات" لو لم تؤكد بأفعال حقيقية
ما بين خطبته وسط جموع المتظاهرين بميدان التحرير، قبل تسعة أشهر من الآن، وبين احتفاله بعمال مصر في حضرة مصنع الحديد والصلب بحلوان، أحد إنجازات فترة الستينيات، اليوم، أظهر الرئيس محمد مرسي تناقضًا واضحًا تجاه فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. في أول خطاب جماهيري ل"مرسي" بميدان التحرير في يونيو الماضي، قال الرئيس بنبرة يملؤها شيء من الغضب "الستينيات وما أدراك ما الستينيات"، وهي الجملة التي كانت مثار جدل وخلاف من جانب كثر من أعضاء القوى السياسية والنشطاء على اختلاف توجهاتهم، إلا أن الرئيس نفسه عاد اليوم ليقر بشيء من إنجازات عبدالناصر خلال خطبته اليوم، احتفالا بعيد العمال داخل مجمع مصانع "الحديد والصلب" بحلوان، قائلًا "من إحدى قلاع الصناعة المصرية، أُكمل ما بدأه الرئيس عبد الناصر، والمهندس عزيز صدقي، والنخبة التي حملت على عاتقها تأسيس صناعة وطنية استراتيجية". ورغم إشارته في المرة الأولى ، إلى "الستينات" فقط، دون ذكر اسم "عبدالناصر"، إلا أن "تغريدة" اليوم كانت أول تصريح له يذكر اسم عبدالناصر صراحة ودون مواربة، وهو ما يعلق عليه الدكتور عماد عبداللطيف أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب السياسي بجامعة القاهرة، قائلًا "الخطاب السياسي لا يعكس بمفرده تغير الرؤى والاتجاهات والأفعال، وذكر اسم عبدالناصر اليوم يُعد بادرة حسنة، رغم أن حديثه اليوم عن فترة الستينيات بإيجابية ليس قفزة مفاجئة؛ حيث كان له تمهيدات سابقة في الخطاب الذي ألقاه في ذكرى ثورة يوليو وإشارته لمنجزاتها بشكل إيجابي". ويرى عبد اللطيف أن "كلمات مرسي اليوم ستظل مجرد عبارة مناسبات ذات بلاغة لفظية لو لم يتم تأكيدها بأفعال حقيقية، تؤكد نيته وجماعته للتصالح مع التاريخ؛ فالإخوان لديهم مشكلة كبيرة تتمثل في الصدام مع الماضي، واستمرار تلك الحالة سيؤثر سلبًا على حقائق التاريخ، وحديث مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بهذا الأسلوب عن حقبة مهمة من تاريخ مصر يمثل بادرة شديدة الإيجابية، ولكن لابد أن تُكلل بالأفعال" حسب قوله.