سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيكل: أحداث "الكاتدرائية" كسرت الحاجز الأساسي بأن الوطن "به دينان" هيكل: البابا كيرلس تحرج أن يطلب من عبد الناصر بناء كاتدرائية.. فأبلغت الرئيس فوجد حلا وأمر ببنائها بتكلفة 2 مليون جنيه
قال الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، في برنامج "مصر أين ومصر إلى أين؟"، الذى يُذاع على شاشة "سى بى سى" مع الإعلامية لميس الحديدى، إنه لما وصل الإخوان إلى الحكم، كانت هناك حالة من التوجس الموجودة لأسباب متراكمة وهناك حالة من زيادة التظاهرات الدينية والاحتماء بالدين للتغطية على الثروة لتغطية الأخطاء. * نأتى إلى الأزمة الأهم، وهى الأزمة الطائفية، ولك مقولة، هى «إن مهام الرئيس الأساسية نهر النيل والحفاظ على الوحدة الوطنية»، كيف تقيّم أداء الرئيس والحزب الحاكم تجاه ما حدث فى الكاتدرائية هذا الأسبوع؟ ** لو بحثنا فى التاريخ سنجد ما يُسمى بالفتنة الطائفية، هى قريبة العهد، ويمكن القول إنها بدأت إما عام 1971 وإما 1972، وقبل ذلك كانت بمثابة "المشاجرات" البسيطة فى قرية أو ريف ما، ولكن لم يتحدث عنها أحد كفتنة طائفية، وسنجد أن بطرس غالى الجد الكبير، كان الرجل البارز فى البيروقراطية المصرية وقت كرومر، أى فى وقت تنظيم الدولة المصرية، وإن من غطى عليها كثيراً هو مكرم عبيد، حيث كان يُعتبر الرجل الثانى فى حزب الوفد، والرئيس عبدالناصر كان مدركاً خطورة الفتنة الطائفية، فعلى سبيل المثال قال لى الأنبا صموئيل ذات مرة إن البابا كيرلس لا يريد إحراج الرئيس عبدالناصر، لأنه كان يمنح لكل من شيخ الأزهر والبابا حق مقابلته فى أى وقت، وإنه يخجل أن يطلب بناء كاتدرائية، وذهبت إلى الرئيس ورويت له القصة كلها، وفى اليوم التالى وجد الحل وأعطى الأوامر لبناء الكاتدرائية وكانت تكلفتها 2 مليون جنيه، فى ذلك الوقت. أما عن عهد الرئيس السادات فقد بدأت الحوادث الطائفية قبل 1972، والأزمة الكبرى جاءت بعد ذلك، والإخوان بعد ذلك نشّطوا دورهم داخل الأقاليم، وبدأت الدعوة الدينية تزيد، وكان 300 أو 320 مبنى صغيرا تمثل ككنائس، لأن من المعروف أنه لا بد من الحصول على التصريح للبناء، فبدأ حينها الاحتكاك يظهر بين الطرفين، وبدأت الاعتداءات تزيد. وسأروى لكى قصة وهى أننى كنت جالساً فى "الأهرام"، وقال لى السادات "أنا لست جمال عبد الناصر، أنا لا أستطيع الجلوس وهناك لغم تحت الكرسى، وهو اللغم الطائفى، خصوصاً أن التقارير تشير إلى أن الأقباط يستفزون الناس"، فقررت الذهاب إلى مجلس الشعب، وذهبت إليه حينها وتحدّثت معه وقلت له الحديث فى المجلس سيفتح أبواب جهنم حينها، والبلاد ستدخل فى مشاكل، وحينها اقتنع، واقترحت حينها تشكيل لجنة تحقيق بمجلس الشعب لإظهار الحقيقة أو وضع حلول للأزمة، ثم حدث اعتداء على الخانكة، وذهب السادات للمجلس وألقى الخطاب، واللجنة التى جرى تشكيلها قدّمت حلولاً متعددة، بعد الحرب كان علينا التأكد أن الإخوان انتعشوا. * لكن الأمر ازداد سوءا بعد واقعة الزاوية الحمراء. ** الأمر ازداد سوءاً بعد الزاوية الحمراء، وبعد اغتيال السادات، قرر مبارك حينها أن يفتح صفحة جديدة، وطلب من البابا شنودة أن يكتب للرئيس طلباً ولكنه رفض. لما وصل الإخوان إلى الحكم، كانت هناك حالة من التوجس الموجودة لأسباب متراكمة وهناك حالة من زيادة التظاهرات الدينية والاحتماء بالدين للتغطية على الثروة لتغطية الأخطاء، وفى أول الثورة الإخوان لم يكونوا فى الصورة، وفجأة ظهروا، وكانت الثورة مدنية وعصرية بشكل كامل وحينها قَبِل الرأى العام مجيئهم إلى الحكم، لكن لم يفهم أحد الصفقات التى تحدث، فلا يمكن أن يأتى الإخوان إلى سلطة دون وجود تفاهمات. * تفاهم مع مين؟ ** مع الأمريكان، وطالما سيصلون إلى الحكم فلا بد من الاتصالات معهم، وهناك اتصالات معلنة. * اتصالات مع الأمريكان والجيش؟ ** علينا أن نفهم إن لم يكن الإخوان هم من حرّكوا الثورة ولم يكونوا طرفاً فيها، وكان هناك "فيتو" دولى لمنع وصولهم إلى السلطة، كما أن هناك محظورات محلية لهم، وفجأة أصبحوا فى السلطة، وقال البعض علينا أن نمنحهم الفرصة، ولكن الأقباط شعروا بالوحشة عندما يقال إن الدين الإسلامى هو دين ودولة، وإن كلمة "الإخوان" وكذلك وضع "السيف" في الشعار لهم، وفى هذه الحالة إن لم أشعر بالقلق فأنا هنا رجل «بليد»، كما أننى أتصور أن المسلمين أيضاً شعروا بالقلق. * ولكن الخطاب العلنى يتحدّث عن المواطنة؟ ** لا أحد هنا يتحدّث عن المواطنة، وستجدين أن كلمة المواطنة بدأت بالذكر وليس المعنى، فهناك ألفاظ متعدّدة بدأت من أجل الإعلان على الرأى العام، ولكن فى المجمل لا يؤدى إليها، وكنت أرى أن على الإخوان أن يتقدّموا بخطوة نحو الطرف الآخر شريك الوطن، وأرى أن على رئيس الجمهورية أن يحافظ على نهر النيل، لأنه المصدر الوحيد للحياة، وكذلك الوحدة الوطنية. * كانت هناك أحداث فتنة قبل وبعد تولى الرئيس مرسى للحكم، ولكن الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، كيف تراه؟ ** القضية الأساسية هنا هى كسر الحاجز الأساسى والإدراك أننا فى وطن به دينان، وأن هناك أغلبية مسلمة وأن الأقباط قبلوا أن يكون الإسلام هو دين الدولة. * كيف رأيت رد فعل الدولة؟ ** رد فعل الدولة سيئ الحظ. * سيئ الحظ أم سيئ الفعل؟ ** كان سيئ الحظ للبلاد، فلديكِ مستشار الرئيس يقول إنهم السبب، وأجد آثار صدام موجودة داخل الكاتدرائية، إذن من اقتحم؟ ومن المؤكد أنهم ليسوا الأقباط.