كشف المؤتمر الذي نظمه عدد من شباب الإخوان، مساء أمس بأحد فنادق الجيزة، العلاقة بين منظميه والمهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، وشبكة "رصد" التابعة للتنظيم، رغم ادعاء المنظمين في البداية أنهم لم يحصلوا على إذن من مكتب الإرشاد لتنظيم المؤتمر، الذي شهد حضور الدكتور أحمد عارف وياسر محرز، المتحدثان باسم الإخوان. وأشرف اثنان من رجال الشاطر على تنظيم المؤتمر، هما عمرو القزاز أحد مؤسسي "رصد"، وعمرو فراج رئيس الشبكة، الذي اعترف مؤخرا بأنه سبق أن ذهب إلى مكتب نائب المرشد. وقال عدد من المصورين الذين أدلوا بشهاداتهم عن أحداث المقطم خلال المؤتمر، بأن القزاز هو من اتصل بهم وطلب منهم أن يحضروا إلى المؤتمر، الذي شهد عرض مقطع فيديو دعائى لحملة "معا نبني مصر" التي أطلقها مكتب الإرشاد قبل نحو شهرين. ورفض القائمون على المؤتمر السماح لعدد من الصحفيين الذين تم الاعتداء عليهم من قبل شباب الإخوان في أحداث المقطم بالإدلاء بشهاداتهم حول الأحداث، بعد اعتراضهم على أن ما تم عرضه خلال المؤتمر يعبر عن جانب واحد فقط. ووضع منظمو المؤتمر لافتة مكتوب عليها "جمعية الإخوان المسلمين"، وعرضوا مقطع فيديو في نهاية المؤتمر يظهر فيه مشاركة عارف في تمثيل فيلم مع منظمي المؤتمر، رغم تأكيد جماعة الإخوان أنها لم تتدخل فيه نهائيا. وطرح منظمو المؤتمر مبادرة تسمى "بناء" لنبذ العنف، وقالوا إنهم قرروا الخروج عن صمتهم والإدلاء بكلمات تجاه الرئاسة والحكومة والمعارضة. وقال محمد كمال، أحد القائمين على المؤتمر وأحد شباب الإخوان، إن "الرهان الآن على الشباب، ونحن لسنا في صدام مع الإخوان، ونحترم قيادات الجماعة لكن نطالبهم بأن يستمعوا إلينا"، داعيا شباب الثورة والاشتراكيين للحوار والتوافق للخروج من الأزمة الحالية، مشيرا إلى أنهم سيذهبون إليهم ويتحاورون معهم. وطالب الرئيس محمد مرسي بإقامة مؤتمر للشباب مثل المؤتمرات التي تم تنظيمها للمرأة ورجال الأعمال، وتفعيل فرق شبابية، وطالب المعارضة بألا تكون غطاء سياسيا للعنف، وأن يستمعوا للشباب. ودعا قيادات الإخوان إلى أن يساندوا مرسي، وألا يهتموا بما يقال عن "أخونة الدولة"، وأن يُفَعِّلُوا دور الشباب في مشروع النهضة ويرشحوهم في انتخابات مجلس النواب المقبل، بحيث يكون هناك تمثيل جيد للشباب الأقل من 30 عاما في البرلمان. وغاب عن المؤتمر شباب القوى الثورية وحركة 6 أبريل رغم توجيه الدعوة لها. وشهد المؤتمر هجوما على وسائل الإعلام، خاصة من عمرو فراج، وعبدالرحمن عز عضو حزب الحرية والعدالة، الذي قال إنه يشرفه أن ينتمي للإخوان، مضيفا: "من يقولون إن العنف بدأ منذ أحداث الاتحادية مخطئون، لأن العنف بدأ منذ الاعتداء على مقار حزب الحرية والعدالة والإخوان"، متهما وسائل الإعلام بأنها تقف وراء العنف. وبسبب ما قاله عز، وجَّه الإخوانى السابق محمد عباس، عضو حزب التيار المصري، الاتهام إلى منظمي المؤتمر، قائلا: "إذا كنتم أقمتم مؤتمرا عن نبذ العنف، فلا يصح أن تدعوا إليه أحد المتهمين في التحريض على العنف". وأضاف: "من سخرية القدر أننا أقمنا نفس المؤتمر في نفس القاعة من قبل، لكن الجماعة فصلتنا، في حين أنها راضية عن هذا المؤتمر". ومن جانبه، دعا الدكتور أحمد عارف كافة المكاتب الإدارية للإخوان بالمحافظات إلى العمل على تنظيم مؤتمرات لشباب الإخوان، من أجل التواصل معهم وحتى يعرفوا كيف يفكر الإخوان من الداخل.