كشفت صحيفة الواشنطن بوست عن قيام الولاياتالمتحدة بتكثيف أنشطتها الاستخباراتية السرية في مختلف دول إفريقيا حاليا، ليس فقط من خلال وكالة المخابرات المركزية CIA ولكن ايضا من خلال عمليات استطلاع ومراقبة جوية مكثفة تشرف عليها "وحدات القوات الخاصة" التي تقوم بدور محوري في سياسة أوباما الأمنية، وتقوم الطائرات الأمريكية بعمليات مراقبة وتجسس ضرورية - حسب تصريحات مسؤولين في الإدارة الأمريكية - لتتبع الجماعات الإرهابية التي استوطنت في الدول الأفريقية "الفاشلة"، وتهدد استقرار الدول المجاورة، وتنطلق عملياتها من عدة مدن أفريقية، على رأسها "وجادوجو" عاصمة بوركينا فاسو، التى تعد مركزا رئيسيا لوحدات "القوات الخاصة" الأمريكية، وشركات عسكرية خاصة تعمل بنظام التعاقد مع الجيش الأمريكي، جاءت إلى المدينة الفقيرة في السنوات الماضية لإقامة قاعدة جوية صغيرة، ويعملون جميعا من خلال مشروع يحمل اسما حركيا هو "الرمال اليونانية". وأضافت الواشنطن بوست أن العمليات تركز على مالي وموريتانيا ومنطقة الصحراء الغربية بحثا عن مقاتلين من تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" حيث وقعت عمليات اختطاف غربيين بشكل متكرر، واتخذت هذه العمليات أهمية اضافية بعد انقلاب مالى في مارس الماضي الذى مكن متعاطفين مع القاعدة من إعلان دولة إسلامية مستقلة. وتؤكد الصحيفة أن وتيرة هذه العمليات تسارعت في الشهور الأخيرة كجزء من حرب أوباما السرية التى تستهدف تنظيمات تابعة للقاعدة وجماعات إسلامية مسلحة أخرى مثل "بوكو حرام" في نيجريا.. وأن "قوات العمليات الخاصة الأمريكية " ضالعة، حسب المعلومات السرية التى حصلت عليها واشنطن بوست، في أنشطة عسكرية سرية في كل دول العالم وليس فقط في أماكن الحروب، وتتمتع بإمكانات بشرية ولوجستية تفوق ال CIA التى كانت تحتكر هذا النوع من الأنشطة قبل أوباما. وحسب الواشنطن بوست فإن هذه القوات ذات تسليح خفيف وتتركز مهامها على تدريب قوات الدول الحليفة على مكافحة الارهاب وتقوم بعمليات دعم لهم، إضافة إلى مهمتها الأساسية وهى تتبع وقتل من" يشتبه في أنهم إرهابيون". وتعتمد قوات الوحدات الخاصة في عمليات المراقبة والتجسس على طائرات "توربينية" صغيرة غير مسلحة تبدو مثل الطائرات الخاصة مزودة أجهزة استشعار خفية، يمكنها تسجيل شرائط فيديو عالية الوضوح وتسجيل إشارات ومكالمات اللاسلكي والهواتف المحمولة.. وتزود الطائرات بالوقود من مهابط طائرات صغيرة وتعتمد على 12 قاعدة جوية انشأتها الولاياتالمتحدة في أفريقيا منذ عام 2007 أضافة إلى المطارات المدنية والعسكرية التى توفرها الدول الأفريقية للقوات الأمريكية.