في الذكرى الخامسة منذ تأسيسها عام 2008، وفي أحد الشوارع الجانبية بمنطقة البورصة بوسط البلد، تجمع العشرات من أعضاء حركة 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية"، صباح اليوم، استعدادًا لتنظيم عدة فاعليات مفاجئة، رفضت الحركة الإفصاح عنها. "الذكرى النهارده بفاعليات جديدة ومفاجئة"، بهذه الكلمات وصف مصطفى الحجري، المتحدث الإعلامي باسم الحركة، إحياء الحركة لذكرى تأسيسها اليوم، مشددًا على سلمية الفاعليات المفاجئة للحركة، رغم حساسية وحيوية الأماكن التي سيتظاهر أمامها أعضاء الحركة، لافتًا إلى أن العنف ليس منهجًا للحركة، وأن السلمية في التظاهر هو مبدائها، مشيرًا إلى أن الاعتداءات دائمًا تحدث من قوات الأمن، وفي هذه الحالة يكون أعضاء الحركة في حالة دفاع عن النفس، على حد قوله. تشير عقارب الساعة إلى الحادية عشر صباحًا، في انتظار معرفة أولى فاعليات الحركة، وفجأة ينظم شباب الحركة مسيرة باتجاه البورصة، لمحاصرتها، لتكون أول فاعليات الحركة. يقول محمد فؤاد، عضو المكتب الإعلامي للحركة، "الفاعلية أمام سوق الأوراق المالية "البورصة"، وكان رسالتها هي إعلان الحركة لرفض الغلاء والمطالبة برقابة على السوق المصري، وحدين أدني وأقصى للأجور، وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، وإعلان رفض قرض صندوق النقد الدولي، وأن يكون المواطن المصري على أولويات النظام، أيًا كان النظام، رغم أن النظام الحالي لا يعمل إلا لمصلحة جماعته". يغادر أعضاء الحركة من أمام البورصة 11.30 صباحًا، في طريق العودة لنقطة التجمع، بجوار الأوتوبيسات، استعدادًا لركوبها ولنقلهم إلى مكان الفاعلية الثانية، دون أن يتم تحديد مكانها. وفي الساعة 12.30 ظهرًا، تحرك المئات من أعضاء الحركة، مستقلين الأتوبيسات، في طريقهم لتنظيم الفاعلية الثانية المفاجئة، والتي كشف عنها مصطفى الجارحي، وهي التظاهر أمام قصر الإتحادية، مصطحبين معهم بعض المستلزمات والأدوات، مثل "مكانس يدوية، ولافتات"، لاستخدامها في فاعليتهم أمام قصر الاتحادية. وصل أعضاء الحركة إلى قصر الاتحادية، الساعة 1.20 ظهرًا، لتنظيم وقفة احتجاجية أمام القصر، ذبحوا خلالها خروفًا رمزيًا، مستخدمين فرو ماعز، ودهان أحمر اللون، كرمز للدماء، وغمسوا كفوفهم بهذه الدماء الرمزية، وطبعوها على جدران القصر الرئاسي. وعلق أعضاء الحركة، صور للشهداء على الباب الرئيسي للقصر، وحبال ترمز ل"المشنقة"، ووضعوا "الخروف" الذي تم ذبحه، أمام باب القصر، وكتبوا على حوائط القصر بعض العبارات الساخرة مثل: "مرسي فاشل". وأعاد شباب حركة 6 أبريل، كتابة عبارات على سور قصر الاتحادية، بعد إزالتها، وكانت أبرز العبارات: "يسقط أي رئيس طول ما دم المصري رخيص"، و"مرسي فاشل"، و"عايزين يكممونا والوطن يسكت سكاته.. مش هنسكت اقتلونا.. محناش أغلى من اللي ماتوا". أنهت 6 أبريل، فعاليتها أمام قصر الاتحادية، وانطلق المئات منهم إلى مدينة المحلة الكبرى مهد الحركة، ومنها إلى ميدان الشون، لتنظيم مؤتمرًا جماهيريًا في نفس المدينة، التي كان عمالها سببًا في انطلاقها عام 2008.