لا تفارق فوزية عبدالمجيد غرفة داخل منزل شقيقها، تستقبل أقاربها الذين حضروا لمواساتها فى وفاة نجلتها «شيماء».. لا ينقطع بكاؤها، ولا تتوقف عن ترديد تلك الكلمات ليل نهار بصوت ممزوج بالحسرة وأنفاس مفجوعة من هول مصيبتها: «أنا مش قادرة أصدق أن جارتى اللى كانت بتاكل معايا عيش وملح تقتل بنتى وترمى جثتها فى المنور وتقولى أنا بدور عليها معاكى فى كل مكان، تعمل كده فى شيماء علشان 3 آلاف جنيه وهى اللى كانت بتشترى لابنها إسلام الحلاوة كل يوم وهى راجعة من الشغل.. كان نفسى أشوفها عروسة بفستان الفرح». الأم التى لم تحتمل البقاء فى منزلها بعد مقتل ابنتها شيماء رمضان (19 سنة) وتقيم فى شقة شقيقها، كانت قد اشتركت مع جارتها «إيمان» فى جمعية ب300 جنيه شهرياً وعندما جاء دورها فى الحصول على قيمة الجمعية طلبت المتهمة منها إعطاءها مهلة لمدة أسبوع حتى تتمكن من تجميع باقى أقساط المشتركين، وبعد انقضاء المدة المتفق عليها بينهما توجهت المجنى عليها إلى منزل جارتها لاستلام المبلغ إلا أنها أعطت لها 350 جنيهاً وتعهدت بسداد باقى المبلغ خلال يومين، لكنها لم تفِ بوعدها وأعطتها 450 جنيهاً وأخبرتها أنها لم تتمكن من تجميع باقى الأقساط المتأخرة، وعندما أخبرتها القتيلة أنها ليست مسئولة عن أسباب التأخير حدثت بينهما مشادة كلامية انتهت بتحديد المتهمة موعداً وأخبرتها أنه سيكون نهائياً لتسليم المجنى عليها حقها، وتمكنت من استدراجها إلى منزل صديقتها صباح، وتمكنت بمساعدة الأخيرة من كتم أنفاسها حتى فارقت الحياة وقامت بتوثيقها وإلقاء جثتها فى منور العقار واستولت على قرطها الذهبى وهاتفها المحمول وحذائها. 7 أيام متواصلة وأسرة شيماء تبحث عنها فى المستشفيات وأقسام الشرطة حتى فوجئت والدتها «فوزية» باتصال هاتفى من المقدم عمرو إبراهيم رئيس المباحث يخبرها بأنه تلقى إشارة من النجدة تفيد بالعثور على جثة فتاة فى العقد الثانى من عمرها وطلب منها الحضور لمشاهدتها، لكنها ردت عليه «يا باشا بنتى ما اتقتلتش علشان ملناش أى خصومات مع حد وإحنا ناس فى حالنا»، لكنها تراجعت وأخبرت رئيس المباحث بالذهاب معه، وعندما دخلت منور العقار وشاهدت نجلتها ملقاة على الأرض لم تقوَ قدماها على حملها وسقطت على الأرض، لكن المتهمة اقتربت منها وحاولت مساعدتها فى الصعود إلى شقتها حتى تتخلص منها قبل أن تحكى للمباحث عن الخلافات التى جمعتها بالقتيلة لكن أحد أفراد المباحث طلب من والدة القتيلة الحضور لقسم شرطة عين شمس لاستكمال إجراءات الدفن. الصدمة تسببت فى رقود فوزية لمدة 3 أيام فى المستشفى، فهى لا تصدق أن نجلتها الكبرى التى كانت تشترى الحلوى لأبناء المتهمة وتصطحبهم معها للمنزل يومياً، ترتكب تلك الجريمة بل تقوم بالادعاء أمام جميع أقارب القتيلة بأنها تساعدهم فى البحث عنها، واستمرت المتهمة فى التظاهر أمام والدة القتيلة بأنها تبحث عنها فى كل مكان، وكانت تقول لها كلما شاهدتها «ربنا يفك سجنها، ربنا يطمن قلبك»، وعندما شعرت فوزية بريبة من تصرفات جارتها التى كانت تراقب مكان تحركاتها والأماكن التى يتردد عليها أفراد أسرة المجنى عليها وجيرانها، اقتربت فوزية من نجل المتهمة ويدعى إسلام (4 سنوات) وقالت «يا إسلام يا حبيبى ما شفتش شيماء حبيبتك اللى كانت بتجيب لك الحلاوة» وعندما رد عليها الطفل «أيوه»، صرخت فيه والدته بالسباب وانهالت عليه ضرباً حتى سقط على الأرض، ثم أخبرت والدة القتيلة بأن ابنها كان يقصد آخر مرة جابت له فيها الحلاوة. الشكوك تزايدت لدى والدة القتيلة التى أخبرت زوجها أن جارتها إيمان وراء اختفاء نجلتها، لكنها لم تتخيل أنها قامت بقتل نجلتها وعندما عزمت على الذهاب إلى قسم الشرطة لتحكى للمباحث بما حدث، جاءها اتصال رئيس المباحث الذى أخبرها بالعثور على جثة فتاة مجهولة وتأكدت أنها نجلتها شيماء. حاولت المتهمة إبعاد الشبهة عنها فطلبت من خال القتيلة عبدالفتاح عبدالمجيد أن يتابع تحركات خطيب نجلة شقيقته لأنهما كانا على خلافات بسبب التجهيز لموعد الخطوبة ورجحت أن يكون وراء اختفائها، لكنه لم يهتم بكلامها لأنه يعرف جيداً خطيب نجلة شقيقته واستمر فى البحث عنها حتى عثروا على جثتها، وعندما سردوا هذه التفاصيل وما حدث من جارتهم، وبدأت المباحث فى استجوابها حتى انهارت واعترفت بتفاصيل الواقعة بعدما حاولت إبعاد التهمة عنها وقالت إنها كانت فى منزل شقيقها يوم الواقعة، إلا أنها انهارت وحكت للمباحث تفاصيل جريمتها وأرشدت عن صديقتها «صباح» التى عثر فى منزلها على حافظة النقود الخاصة بالمجنى عليها وقرطها الذهبى بينما عثرت المباحث على حذاء القتيلة مع المتهمة.