تقف ثورة 25 يناير حائرة.. تبحث عن صاحب الفضل عليها، من أنقذها وحاباها حتى وصولها لبر الأمان، أعضاء تنظيم الإخوان ينسبون البطولة الثورية لأنفسهم.. فعلى لسان الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان جاء أن شباب الجماعة سبب قيام الثورة وإنجاحها، وأن الإخوان حموا الثورة وكانوا وقودا شعبيا لها، كلام «بديع» يجعل عناصر الإخوان يصدقون أنفسهم بأنهم حماة الثورة الفعليين.. وعليه فهم الأولى بتمثيلها وقيادتها والوصاية عليها، ما قاله مرشد الجماعة يردده القادة والكوادر و«الغلابة» فى تنظيم الإخوان كلمة بكلمة وحرفا بحرف.. تنفيذا لقاعدة «اللى تشوفه يا كبير». تنصيب «بديع» للإخوان سببا وحاميا للثورة يقابله موقف القوات المسلحة الذى أعلنته منذ الوهلة الأولى لتنحى حسنى مبارك، مؤكدة التزامها ومضيها فى حماية الثورة بدون التسبب فى تحريكها والقيام بها، المشير حسين طنطاوى -رئيس المجلس العسكرى السابق- قال مرارا وتكرارا إن الجيش كان فقط حاميا للثورة.. بعدها الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى الحالى كرر وأكد موقف الجيش من حمايته للثورة وتسليمها لرئيس منتخب.. لكن صوت قيادات الجيش لم يقرب مسامع «بديع» ورجاله، فهم لا يسمعون ولا يرون إلا أنفسهم فقط. براءة اختراع «بديع» حول الثورة، تغازل موقف القوات المسلحة، فالمرشد العام يسمو بشخصه وصفته إلى منافسة المؤسسة العسكرية قولا وفعلا ولسان حاله يقول «لولانا ما قامت الثورة ولا نهضت البلد».. يضع جماعته فى مكانة الحامى والحافظ للثورة المجيدة، يعتبر رجاله وأبناءه أبطالا وطنيين لا يختلفون عن «أسود الصحراء» فى شىء.. فجنود ومعدات الجيش نزلت الشوارع والميادين.. عناصر وبضاعة الإخوان نزلت أيضاً الميادين والشوادر الانتخابية، وكما حدثت اشتباكات بين المتظاهرين والقوات المسلحة الحاكمة فى الفترة الانتقالية فى ماسبيرو والعباسية ومسرح البالون... هاجمت ميليشيات الإخوان متظاهرى الاتحادية والمقطم، فالتفسير العادى لكلام «بديع» عن تسببه وجماعته وأولاده فى انفجار الثورة، يفسر كلام الجيش بأن الحماية التى يتحدث عنها قادته كانت تهدف لحماية الإخوان الذين تتجسد فيهم ثورة يناير الشعبية، الجيش يرى الشعب كله سواءً على تراب مصر.. و«بديع» يرى أبناءه هم الشعب وما دونهم «تراب».