الأمريكى بوب برادلى، مدرب المنتخب الوطنى، وضع نفسه فى أزمة كبيرة، وأصبح الآن بين خيارين، إما أن يرضخ للضغوط ويرحل عن المنتخب تاركاً كنزاً من الإنجازات يمكن أن يحققه مع أرض خصبة هى المنتخب المصرى، أو أن يستمر بشرط تحمل كم العثرات التى سيلقاها فى طريقه لتحقيق إنجاز. البوب، بدأ خطته فى تطوير المنتخب المصرى وتجديد دمائه باستبعاد عتاولة المنتخب، وفى مقدمتهم أحمد حسن أكثر اللاعبين المصريين مشاركة فى المباريات الدولية، ومن بعده استبعد عصام الحضرى، واعتمد على اللاعبين الشباب أمثال محمد صلاح وعمر جابر وأحمد تمساح وأخيراً محمد إبراهيم. الأزمة الأخيرة التى بذل مسئولو اتحاد الكرة أقصى جهدهم لتفادى كشفها لوسائل الإعلام والضغوط التى تعرض لها المدرب قبل مواجهة زيمبابوى، تحتاج رجلاً من طراز فريد يستطيع أن يكسب ود اللاعبين ليكونوا حائط صد معه ضد محاولات أعضاء الجبلاية والغاضبين من استبعادهم من المنتخب لهدم فريق يمكن أن يكون بارقة أمل. فلا أحد ينكر الفرحة العارمة التى اجتاحت المصريين بعد الفوز على زيمبابوى، على الرغم من ضعف المنافس وأن الفوز جاء بعد معاناة، إلا أن كرة القدم عادت أخيراً لدورها الطبيعى وهو رسم البسمة على شفاه المصريين، كما كانت دائماً تفعل فى السابق، فعلى مدار ستة أعوام نزل الشعب المصرى إلى الشوارع أربع مرات، ثلاث منها بعد التتويج بكأس أمم أفريقيا 2006، 2008، 2010، ومرة بعد الفوز على إيطاليا بكأس القارات. البعض رأى ما يحدث من إنجازات أنها معجزات، ووصل الأمر بالبعض إلى اتهام الجهاز الفنى وقتها بقيادة حسن شحاتة باستخدام السحر لتحقيق هذه الإنجازات، لكنهم لم يفكروا للحظة أن هذه الإنجازات، كانت البارقة التى يتنفس منها المصريون الصعداء، وأن الله جعل تلك الإنجازات سبباً لفرحة المصريين. الأزمة الحقيقية للبوب الآن هى أنه بات يتحمل تلك المسئولية، وعليه أن يسعد المصريين وسط إدارة لا تعرف كيفية إدارة الدفة من الأساس، ولا تساعد على تطوير الفريق، بالإضافة إلى حرب شعواء يقودها لاعبون سابقون. نصيحتى للمدرب الأمريكى الذى أثق كثيراً فى ذكائه، أن يتسلح باللاعبين وبالجمهور المصرى فى مواجهة هذه الأشواك، وأن يستكمل مشواره فى الاعتماد على الشباب، فها هو لديه فريق جديد يقدمه إليه ربيع ياسين، يستطيع من خلاله إكمال مسيرة بناء المنتخب من جديد، بداية من حراسة المرمى بوجود حارس واعد مثل مسعد عوض، وبالتالى سنرتاح من الصراع بين الحضرى وعبدالواحد السيد. وعلى مستوى الدفاع، لدينا لاعب جوكر هو رامى ربيعة الذى أعتقد أنه يستحق تسلم الشارة من وائل جمعة، وفى وسط الملعب لدى المدير الفنى موهبة يجب استغلالها وهو صالح جمعة. وبناءً على هذه المعطيات، أقول لمستر برادلى الذى أحترمه كثيراً، عليك أن تواصل مسيرتك، وتبنى لنا الجيل الجديد الذى تحلم به مصر بالكامل، وطالما تسير بهذه العقلية المحترفة، فعليك ألا تلتفت لتلك التفاهات التى يحاول البعض ترديدها عنك، معك جيل محترم تستطيع أن تنافس به على أعلى المستويات، وبالتالى تُبدد الهاجس الذى طرأ داخلى فى الأسبوع الماضى بإمكانية الخسارة من منتخب الكيان الصهيونى فى حالة تأهلنا سوياً إلى كأس العالم. وقتها وفى حالة تأهلنا سوياً، يمكننا بفريق قوى أن نفوزعليهم، بدلاً من الشعارات الحنجورية التى انطلقت بعد مقالتى السابقة بضرورة الانسحاب من المونديال فى حالة وقوعنا معهم فى مجموعة واحدة، لأن مصيرنا الشطب، الآن وبعدما شاهدنا إنجاز منتخب الشباب يمكننا فى حالة استغلاله بشكل جيد أن نفوز عليهم ونجعلهم عبرة فى كرة القدم بالعالم أجمع، ونستغل سلاح برادلى الأمريكى لضرب الكيان الصهيونى كروياً.