قرية «قراقص» إحدى كبرى القرى التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة، يقطنها أكثر من 25 ألف مواطن، تتبع الوحدة المحلية لقرية شرنوب وتتبعها قرى «غربال وسلام والكوم والحمامية»، تبعد عن مدينة دمنهور 600 متر فقط، ورغم ذلك لم تنعم حتى الآن بالمرافق والخدمات الأساسية التى تيسر سبل الحياة أمام أهالى القرية، الذين يتطلعون بكل أمل وشغف إلى الاستجابة لمطالبهم التى طالما استغاثوا وصرخوا بها فى وجه مسئولى الوحدة المحلية، لكن لا حياة لمن تنادى. القرية لا تزال تحلم بخدمة الصرف الصحى الذى يقى الأهالى شر الأمراض المزمنة والفتاكة نتيجة اختلاط مياه الشرب بمياه المجارى، حيث إن القرية لا تزال تعتمد على الصرف العشوائى بسبب إهمال الوحدة المحلية لها، كما أن القرية تعانى شر معاناة من تراكم أكوام القمامة وانتشارها مما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض المختلفة، إضافة إلى انتشار الأكشاك والكافتيريات والورش المختلفة بمدخل القرية بشكل عشوائى مستفز ودون رقابة من الأجهزة المعنية. مشكلة افتقاد القرية إلى الصرف الصحى، دفعت أهالى القرية إلى التظاهر وقطع طريق دمنهور - دسوق وخط السكة الحديد الرابط بين دمنهور ودسوق خلال الأيام الأخيرة، بعد هطول الأمطار بغزارة ما أدى إلى انسداد بالوعات الصرف واختلاط مياه المجارى التى طفحت وتراكمت فى شوارع القرية بمياه الشرب، ومحاصرة المياه للمنازل والمحال التجارية وتعذر معه على الأهالى ممارسة حياتهم بشكل طبيعى. يقول المهندس سعيد قمح، أحد أبناء القرية، إن قرية قراقص التى يتبعها قرى الكوم وسلام والحمامية وغربال التى يقطنها أكثر من 25 ألف مواطن، تعانى الكثير من المشاكل والأزمات المستمرة وتفتقد إلى العديد من المرافق والخدمات الأساسية التى يجب أن ينعم بها أهالى القرية مثل غيرهم من أهالى القرى الأخرى، مشيراً إلى أن أخطر مشكلة تؤرق الأهالى منذ سنوات عديدة هى الصرف الصحى الذى تفتقده القرية بشدة بسبب إهمال مسئولى الوحدة المحلية للقرية وعدم الاستجابة لمطلبهم الحيوى، الذى نادوا به كثيراً من أجل الحفاظ على حياتهم وحياة أبنائهم من الأمراض المزمنة التى داهمتهم بسبب اختلاط مياه الصرف الصحى بمياه الشرب، نتيجة اعتمادهم على الصرف العشوائى والآبار. ويوضح: «عرضنا على المحافظ الأسبق اللواء محمد شعراوى، شراء قطعة أرض بالقرية على نفقتنا الخاصة، لإقامة محطة رفع للصرف الصحى لخدمة القرية، لكن تم رفض هذا العرض وقالوا لنا إنه سيتم ربط القرية على محطة الرفع بقرية شرنوب ولم يتم عمل أى شىء حتى الآن، لتستمر المأساة تضرب القرية دون حل جذرى يحمى الأهالى من الأمراض». محمود سالم، أحد أهالى القرية، يقول: «شوارع القرية تتحول إلى برك من مياه الصرف والطين فى الصيف وتتفاقم مأساة القرية بشكل مؤلم فى الشتاء، حيث تتراكم مياه الأمطار مع مياه الصرف لتتحول الشوارع إلى رحلة عذاب يومية لأهالى القرية». ويوضح أحمد خليل حشيش، بالمعاش، أن القرية تعوم فى مياه الصرف الصحى التى أغرقت الشوارع والمنازل، ويجد الناس صعوبة بالغة فى التحرك والانتقال إلى أعمالهم ومصالحهم بسبب انفجار ماسورة الصرف الصحى، التى تم تركيبها بالجهود الذاتية على نفقة الأهالى نتيجة تجاهل المسئولين مطلب القرية وعدم إدراجها فى مشروع الصرف الصحى، رغم الوعود الكثيرة منهم بتوصيله للمنازل، لكن لم يفِ أحد من مسئولى الوحدة المحلية بوعوده لتظل القرية غارقة فى مياه الصرف الصحى. ويضيف أن القرية تعانى أيضاً من مشكلة خطيرة تتمثل فى انتشار أكوام القمامة بمدخل القرية وشوارعها، الأمر الذى يضاعف من فرص انتشار الأمراض بين الأهالى. ويؤكد محمد أحمد قمح، من أهالى القرية، أن قراقص فى حاجة ملحة للغاز الطبيعى الذى تتمتع به القرى والمناطق المحيطة للتغلب على مشكلة اختفاء وارتفاع أسعار أسطوانة البوتاجاز التى تؤرق الأهالى يومياً، لكنهم اشترطوا لتوصيل الغاز الطبيعى أن تتم أولاً إقامة مشروع الصرف الصحى الذى تقف أمامه العديد من العراقيل والعقبات. ويطالب محمد قمح وأهالى القرية المحافظ المهندس مختار الحملاوى، بضرورة التدخل لإنقاذهم من براثن الأمراض والأوبئة التى تفتك بهم ليل نهار، بإدراج مشروع الصرف الصحى للقرية. من جانبه أكد المحافظ المهندس مختار الحملاوى، أنه تم إدراج مشروع الصرف الصحى لقريتى قراقص وغربال، ضمن خطة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى للعام المالى الحالى 2012/2013، مشيراً إلى أنه كلف وكيل وزارة الرى بتطهير وتعميق مصرف الهوارية، لاستيعاب الصرف الصحى لقريتى قراقص وغربال لحين تنفيذ المشروع، كما قرر تحمل المحافظة تكاليف أعمال تسليك خطوط الصرف الصحى الرئيسية والفرعية بالقريتين بصفة مستمرة، لحين التنفيذ، مع تكليف أحد نواب رئيس مدينة دمنهور للمتابعة اليومية لتلك الأعمال، وقيام شركة مياه الشرب والصرف الصحى، بتغيير مواسير الصرف الصحى الخاصة بالمساكن الاقتصادية بقراقص نظراً لتهالكها.