لم تكتفِ الصحافة العالمية بإلقاء الضوء على أحداث العباسية وما صحبها من اشتباكات وأحداث دون أن تعكس تلك الاشتباكات وتأثيرها على نهاية الفترة الانتقالية فى مصر وانتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها هذا الشهر، حيث أبدت العديد من الصحف العالمية الضوء على توحد الإسلاميين وشباب الثورة في مواجهة الجيش وبيان المجلس العسكري وفرضه لحظر التجوال ثأرا لكرامته بعد مقتل أحد جنوده. فسرت صحيفة "جارديان" حدوث تلك الاشتباكات الدامية بسبب غياب الثقة بين القوى السياسية الثورية الإسلامية والليبرالية والمجلس العسكري، حيث تشكك تلك القوى في تسليمه للسلطة وهو ما يفسر الصدامات العنيفة بقلب القاهرة. واستنكرت الصحيفة في تقريرها محاصرة الصحفيين والاعتداء عليهم خلال تغطيتهم للأحداث, ورأت فى تحليلها للأحداث أن فرض المجلس العسكرى لحظر التجوال من خلال بيانه الذي ألقاه في أعقاب الإشتباكات لاقى رضا واسع من سكان العباسية الذين أبدوا استياءهم من المعتصمين خاصة الإسلاميين منهم وإغلاقهم للشوارع المحيطة بالحى الذى يقطنون فيه وذلك على الرغم من إعادة تأكيد الصحيفة البريطانية أن ملابسات هذا الحادث ستظل غير واضحة لمدة طويلة خاصة أن هناك أطرافا شاركت فيها غير معلومة حتى الآن. ونشر مراسل "جارديان" بيتر بيمونت شهادة، نقلا عن أحد المتظاهرين يدعى هاشم عبدالرحمن الذى أكد للصحيفة أنها كانت مظاهرات سلمية وحضارية حتى قرر بضعة أشخاص من البلطجية الاندساس وسط المتظاهرين من شباب الثورة وقذف الجنود بالحجارة مما استفزهم وذلك بعد أداء صلاة الجمعة بقليل مما أدى لتلك الاشتباكات العنيفة في النهاية. من جانبها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن هذا العنف قبيل الانتخابات الرئاسية وتسليم السلطة فى مصر هو نتيجة للاندفاع الحماسي للقوة الثورية بسبب الإدارة السيئة لجنرالات المجلس العسكري الذين تولوا مقاليد الحكم منذ الإطاحة بمبارك. أكدت الصحيفة الأمريكية أن شكوكًا واسعة فى نية المجلس العسكري لتسليم السلطة هى السبب فى تلك الاشتباكات الدامية التى تمتزج فيها مشاعر الغضب والاستياء بالاستغلال السياسي لبعض التيارات الموجودة على الساحة فى مصر لخدمة مصالحها قبيل إنتخابات الرئاسة. واتهمت الصحيفة أنصار ابو إسماعيل على وجه الخصوص بأنهم كانوا وقود تلك الاشتباكات منذ البداية بسبب استبعاد مرشحهم من السباق الرئاسي، ولمحت إلى استفادة رموز من النظام السابق من تلك الإشتباكات خاصة عمرو موسى التى رأى مراسلا الصحيفة فى القاهرة بانه قد يكون أكبر المستفيدين من العباسية.