لا يوجد فى تاريخ الفراعنة المصريين العظام إله للنحس والشؤم، لكن المصريين الجدد استطاعوا أن يوجدوه، عبر محرك البحث الشهير جوجل، فكتابة جملة «إله النحس والشؤم» تفضى إلى عدد كبير من النتائج كلها تحت عنوان «الرئيس مرسى إله النحس عند المصريين». ليست وحدها التى تفضى إلى اسم الرئيس، فكلمات أخرى من عينة «شرارة» تؤدى إليه بالمعنى نفسه، باعتباره -أى الرئيس مرسى- رمزاً للنحس فى البلاد، أينما يحل تحل بقدومه المصائب، على رأى المثل «الخير على قدوم الواردين».. وللتأكد من قدرات الرجل، أطلق الشباب حملة إلكترونية للتأكد من قدرات الرئيس أو نفيها باعتبار «العينة بينة»، فليذهب إلى إسرائيل و«يورينا نحن المصريين عظائم قدرته»! يحاول البعض أن يجدوا أوجهاً للتشابه بين «سِت» إله الشر عند قدماء المصريين، وبين رئيس الجمهورية د. محمد مرسى، وهى المقارنة الظالمة التى تنتقص من كل منهما الكثير، ولا توفى أياً منهما حقه، فقد كان «ست» من أهم أعضاء الشرف فى أسطورة إيزيس، قتل أخيه أوزوريس، وتزوج من أخته نيفتيس، وكان يعتبر رمزا للقوة والعزم، مجده فراعنة مصر فى عصور الدولة الحديثة، وكانوا يستعينون به كإله الجبروت والبطش والانتصار، ويقدمون له القرابين بغرض مساعدتهم فى محاربة أعدائهم. لم يعرف عن «ست» الكثير من المآثر، اللهم إلا بعض القتل والانتصارات، أما الرئيس مرسى فقد أظهر كرامات وعلامات تفوق ما أبداه «ست» بمراحل عدة، أمكن للجميع ملاحظتها منذ اللحظات الأولى التى تعلق فيها اسم الرئيس مرسى بالحكم، كانت البداية مع الرقم «13» الذى شاءت الأقدار أن يكون رقمه بين مرشحى الرئاسة، ورغم أن التفاؤل والتشاؤم بسبب الأرقام أمر لا ينتمى للنضوج، فإن الأحداث التى تلت فوز صاحب الرقم «13» داخل مصر وخارجها كان من شأنها أن تقلب الموازين. لم يستوعب الكثيرون أن ينقطع التيار الكهربائى عن المحكمة الدستورية العليا أثناء تأدية الرئيس اليمين الدستورية العليا، لعلها كانت فرحة القائمين على الحدث جعلتهم يفصلون التيار دون أن يدروا، لكن ماذا عن انقطاع علم مصر أثناء عرض تخرج أول دفعة بحرية فى عهد الرئيس؟ لعلها كانت صدفة أيضاً، لكن توالى الحوادث بصورة مفزعة فى مختلف أنحاء الجمهورية، بين حادث رفح والحرائق المتعددة فى العديد من المصانع والمناطق والأسواق التجارية، لفت الأنظار. لم يبدأ الكثيرون الربط بين العديد من الكوارث التى تجرى على أرض المحروسة وخارجها، إلا حين ارتبطت بزيارات الرئيس، الذى لم يكد ينهى زيارته إلى أسيوط حتى وقع حادث قطار أسيوط الذى راح ضحيته 50 طفلا من تلاميذ معهد نور الإسلام الأزهرى، أما زيارته لمرسى مطروح فأعقبها أكبر حريق عرفته المنطقة، وشب فى سوق ليبيا، ما تسبب فى خسائر بالملايين، وعلى الرغم من مرور فترة كبيرة على زيارة الرئيس للأقصر فإن الأثر القوى له لم يخلف الميعاد، وسقط المنطاد ليسفر عن مصرع 18 سائحا وسيدة مصرى. لم يسلم الزوار من بعض الآثار الجانبية، فها هى هيلارى كلينتون وعقب زيارتها لمصر مباشرة تعود إلى بلادها لتفاجأ بوفاة والدتها، ولا تلبث أن تصاب هى نفسها بجلطة دموية تبعدها عن منصب وزيرة الخارجية، ليحل محلها جون كيرى. أما الزيارات الخارجية، فقد صاحبها الكثير من الآثار المدوية التى تم ربطها بالرئيس، كانت البداية مع السودان، التى صاحب زيارة الرئيس لها سقوط طائرة حربية، أسفرت عن مقتل 17 عسكرياً، وإصابة 7 آخرين، أما زيارة الرئيس للصين فى أغسطس الماضى فقد صاحبها معجزة حيث تساقطت أجزاء من سور الصين العظيم أحد عجائب الدنيا السبع، بسبب أمطار غزيرة اجتاحت البلاد. مرت الأيام وتعددت الكوارث التى حلت بالبلاد، وتنازع المصريون القول بينهم: هل الكوارث التى تحل بالبلاد فى الداخل والخارج بسبب الرئيس محمد مرسى، أم أنها مجرد صدف ولا يجب أن يظلمه المصريون؟ لكن الإجابة عاجلت الجميع مع الزيارات الأخيرة للدكتور محمد مرسى إلى كل من باكستان والهند، انقطع الشك باليقين، فمع اللحظات الأولى لزيارته إلى باكستان، خلال الشهر الجارى، وقع زلزال بقوة 5.4 ريختر فى عدة مناطق شمال باكستان، تكرر مرتين خلال خمس دقائق، فيما أقدم مجهولون على نسف مدرستين حكوميتين للتعليم الابتدائى فى شمال غرب باكستان، أما الخاتمة فكانت مع انفجار بمجمع قضائى فى إقليم بيشاور، وسط سقوط العديد من القتلى والجرحى، الأمر الذى جعل الجميع يترقب نتائج زيارة الرئيس للهند، التى لم تتأخر كثيرا، حيث تزامن مع توقيت مغادرة الرئيس محمد مرسى الهند إعلان أكبر حزب فى الائتلاف الحاكم الهندى سحب وزرائه ال5 واستقالتهم من الائتلاف الحكومى، فيما أعلن البنك المركزى الهندى تخفيض سعر الفائدة ليصل إلى 7.5%، وواصلت الأسهم انخفاضها لليوم الثالث على التوالى، فيما تزامن مع اليوم الأول لزيارة الرئيس مصرع 37 هنديا وإصابة 14 إثر سقوط حافلة من أعلى جسر بولاية «ماهارشترا»، فضلا عن مقتل 6 ضباط إثر اصطدام سيارتهم بشاحنة.