سيطر مقاتلو المعارضة السورية على مناطق واسعة في جنوب البلاد، تمتد على مسافة 25 كيلومترا بين الحدود الأردنية وأراضي الجولان السوري، الذي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منه، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل 10 أشخاص بينهم 4 أطفال، بعد ظهر الأحد، في غارة جوية على بلدة في ريف حلب، بينما سقطت قذائف هاون على محيط مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الرسمية ووزارة التعليم العالي في دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد في بريد إلكتروني أن "مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب أخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري"، الواقع شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا (جنوب)، إثر انسحاب القوات النظامية منه. وأوضح المرصد أنه بذلك "تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب، قرب الحدود الأردنية، وعابدين، في الجولان السوري، والممتدة لمسافة 25 كلم خارج سيطرة النظام". وكان مقاتلو المعارضة سيطروا في الأيام الماضية على عدد من الحواجز العسكرية في المنطقة، بينها العلان ومساكن جلين ونادي الضباط وسحم الجولان "إثر اشتباكات عنيفة وحصار استمر لأيام"، بحسب المرصد. وتقع هذه المناطق خارج المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الجزء السوري من هضبة الجولان، والأجزاء التي تحتلها إسرائيل منذ حرب العام 1967. وكان مقاتلو المعارضة حققوا، السبت، تقدما في المناطق الجنوبية، بسيطرتهم على مقر قيادة لواء للدفاع الجوي في محافظة درعا بعد معارك لأكثر من أسبوعين، بحسب المرصد. وكان مصدر أمني سوري قال، الأسبوع الماضي، إن سلطات بلاده تشتبه في سماح الأردن بتسلل مقاتلين إسلاميين وتهريب أسلحة إلى جنوب سوريا، واضعا الأمر في إطار "تغيير في الموقف، لأن الأردن حتى اليوم كان يضبط حدوده بشكل جيد لمنع مرور إرهابيين وأسلحة إلى الداخل السوري". وأفاد المرصد عن اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في محيط ثكنة هنانو في غرب حلب. وفي دمشق، أفاد المرصد عن سقوط "قذائف عدة على مرآب مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وخلف مبنى وزارة التعليم العالي" في غرب دمشق بالقرب من ساحة الأمويين. من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "إرهابيين أطلقوا قذائف هاون على حي زقاق الصخر السكني في مزارع كيوان ومحيط وزارة التعليم العالي في دمشق، ما أسفر عن إصابة عشرة مواطنين بجروح وأضرار مادية". وأشار التلفزيون الرسمي إلى أن سقوط القذائف "اعتداء جديد على الإعلام السوري". في محيط العاصمة، أفاد المرصد عن مقتل "ثمانية أشخاص على الأقل وسقط عدد من الجرحى بعضهم بحالة خطرة، إثر القصف العنيف الذي استهدف مكان تواجدهم في بلدة كفربطنا في ريف دمشق.