عالم جليل، صاحب علم غزير، مصرى الدم، قطرى الهوى، الكلمة منه تساوى ألف كلمة، تقدره جماعة الإخوان وترفعه فوق الرءوس، تعشقه حتى النخاع، يدافع عن كل قرارات مرشدها باستماتة. الدكتور يوسف القرضاوى رئيس اتحاد علماء المسلمين الذى تعبر كلماته الحدود مهاجماً بشاعة النظام السورى وتعامله مع الثائرين تارة ومهدراً دم العلماء الموالين له تارة أخرى، فتواه أثمرت مقتل الشيخ محمد سعيد البوطى إثر هجوم انتحارى بمسجد الإيمان وسط دمشق بصحبة 14 آخرين، ثم يتهم «بشار» بقتله، التناقض يسيطر عليه. أدخل نفسه فى خصومات عدة مع علماء دين مرموقين بالعالم الإسلامى. عيناه ممدودتان إلى خارج دويلة قطر حين ينتقد الأنظمة العربية المجاورة فى الإمارات والعراق وسوريا لكنها مغلولتان حينما يمر إلى جوار عاصمة القواعد العسكرية الأمريكية فى العالم بقطر فلا يشير إليها من قريب أو بعيد، لا تحدثه نفسه أبداً عن العلاقات القطرية - الإسرائيلية، تداعبه أحلام الطفولة بمسقط رأسه بمدينة المحلة الكبرى الثائرة فيعود إليها ويخطب منها قائلاً «إن مصر حققت فى عهد الرئيس محمد مرسى الحرية والعدالة والديمقراطية والكرامة الإنسانية ورفع الرأس المصرية»، غاضاً الطرف عن سحل السيدات وتكميم أفواههن. وُلد الشيخ المسن بقرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى محافظة الغربية فى سبتمبر 1926. بعد وفاة أبيه وهو فى سن الثانية تولى عمه تربيته وتعليمه فكان من المتفوقين النابغين، فحفظ القرآن الكريم كاملاً فى سن صغيرة، وتخرج فى كلية أصول الدين عام 1953، وكان ترتيبه الأول على دفعته، ثم حصل على الدكتوراه عام 1973 فى كيفية مساهمة الزكاة فى حل المشكلات الاجتماعية، هاجر إلى قطر وحصل على جنسيتها مبكراً، وما زال يقيم بها حتى الآن. كتب الله له رؤية مصر مجدداً بعد أن خرج منها منفياً على يد نظام المخلوع بعد ثورة مهد لها وأشعلها شبان غير منتمين للجماعة، يقول عنهم الآن إنهم «من الفلول والبلطجية» بل واتهمهم «بتقاضى مئات الجنيهات لإسقاط الرئيس مرسى». يتهم «القرضاوى» شباب الثورة الآن بالبلطجة، تناسى الوعود التى قطعها «مرسى» على نفسه وكانت طوقاً على رقبته قُبيل انتخابات الرئاسة بينما يردد يومياً الحديث الشريف «وإذا وعد أخلف». لا يتحدث العالم الجليل إلى المصريين بصفته رئيس اتحاد علماء المسلمين، لكنه يتحدث بوصفه رئيس اتحاد علماء الإخوان المسلمين، فلا يرى إلا ما يرى «المرشد» وأعضاء الجماعة الذين وصفهم بأنهم أفضل مجموعات الشعب المصرى بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء، لم يتذكر الحديث الآخر «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» حينما هاجم أعضاء الجماعة «الأنقياء» المتظاهرين أمام «الاتحادية».