شهدت مباراة منتخبى فرنساوإنجلترا فى أولى مباريات المجموعة الرابعة ببطولة يورو 2012، التى انتهت بالتعادل الإيجابى دروساً فى كرة القدم الحقيقية، تعتمد على السرعة والمهارة والالتزام التكتيكى، خاصة من الجانب الفرنسى الذى نجح فى تغيير طريقة لعبه القديمة، وأصبح يعتمد على التمريرات القصيرة السريعة والمراوغات الذكية فى المساحات الضيقة والهجوم من العمق وهو ما جعل «الديوك» أشبه بالمنتخب البرازيلى أو الإسبانى. اعتمد المنتخب الفرنسى فى هجومه على الثلاثى الخطير، كريم بنزيمة الذى خلق حالة من الرعب بين مدافعى إنجلترا طوال المباراة بتحركاته الخطيرة غيرالمتوقعة واشتراكه فى معظم الكرات العالية ومحاولات فتح مجالات للتسديد، ومن خلفه الثنائى ريبيرى صانع الهدف الوحيد لفرنسا، وسمير نصرى مسجل الهدف، الذى تلاعب بوسط ملعب ودفاع إنجلترا فى أغلب الكرات التى تحرك بها، والذى أرى أنه سيكون علامة هذه البطولة لما يمتلكه من مهارة لم يظهر منها إلا القليل. وفى وسط الملعب كان للثنائى ألو ديارا ويوهان كاباى دور هام فى حماية الفريق من خطر الهجمات المرتدة، خاصة مع تقدم الرباعى ريبيرى ونصرى ومالودا وبنزيمة، وهو ما قاما به بنجاح تام، مع ملاحظة أن كاباى كان يتخذ وضعاً هجومياً فى بعض الأوقات لزيادة الكثافة على دفاع إنجلترا، خاصة فى الضربات الركنية والمخالفات، أما ديارا فلم يتقدم كثيراً حيث كان التزامه الدفاعى صارماً. أما المنتخب الإنجليزى الذى سجل هدف التقدم عبر رأسية مدافعه العملاق جوليان ليسكوت فى الدقيقة 30، فقدم أداءً متوسطاً، ولم يظهر منه أى لاعب بمستوى عال سوى القائد ستيفين جيرارد الذى قام بكل الأدوار الدفاعية والهجومية الممكنة، وهو صانع الهدف الإنجليزى. وكانت مفاجأة المدير الفنى روى هودجسون للجميع، إشراك مهاجم أرسنال أليكس تشامبرلين (18 عاماً) والذى حاول ضرب الدفاعات الفرنسية بسرعته دون جدوى، خاصة أن باقى لاعبى الوسط والهجوم الإنجليزى باستثناء جيرارد لم يقدموا له الدعم الكافى. واعتمد المنتخب الإنجليزى على الكرات الثابتة فى تهديد مرمى الحارس هوجو لوريس، حيث ظهر جلياً رضا الإنجليز بنتيجة التعادل، حتى قرر هودجسون الدفع بثلاثة تغييرات متأخرة من شأنها تنشيط الثلث الأمامى للفريق، لكن التغييرات لم تجد نفعاً، وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابى بهدف لمثله. المباراة: أوكرانيا × السويد النتيجة: 2 / 1 وفى المباراة الثانية، التى خطف فيها المنتخب الأوكرانى صاحب الأرض والجمهور الفوز من المنتخب السويدى بنتيجة 2-1، قدم الفريقان أروع مباراة فى البطولة حتى الآن، حيث تبادلا الهجمات الخطرة ولم تشهد المباراة تكتلاً فى وسط الملعب أو تمريرات عرضية مهدرة كالتى طغت على مباريات أخرى. وجاء تقدم المنتخب السويدى بهدف رائع من زلاتان إبراهيموفيتش النجم الأول للمباراة على صعيد اللعب والتحركات وفتح المساحات لزملائه، والذى لم يكن أداؤه مفاجأة فى ظل تألقه طوال الموسم المنقضى برفقة فريق ميلان الإيطالى، أما المفاجأة الحقيقية، فتمثلت فى المهاجم المخضرم أندريا شيفتشينكو (36 عاماً) والذى ظن الجميع أن مشاركته فى البطولة ستكون مجرد تكريم لتاريخه الطويل والحافل مع المنتخب الأوكرانى وكنوع من الدعاية والجذب للبطولة، لكنه أثبت بهدفين رأسيين أنه يلعب لأنه الأفضل فى مركزه، والأكثر عجباً أنه احتاج فى الهدفين للياقة جبارة للارتقاء أعلى مدافعى السويد لتوجيه الكرة قبل أن تصل لهم. واعتمد أوليج بلوخين المدير الفنى لأوكرانيا على أسلوب الدفاع المنظم وغلق الملعب من الأمام، مع رقابة جميع مهاجمى السويد عدا إبراهيموفيتش لسببين أولهما، أن الرقابة اللصيقة معه لن تجدى نفعاً لتميزه بالمهارة والسرعة والقوة البدنية الجبارة، ولذلك سيكون تخصيص لاعب لرقابته بمثابة تجربة فاشلة، ولأن رقابة زملائه ستقلل من حلوله الهجومية فى أغلب الهجمات، كما اعتمد بلوخين فى الهجوم على المرتدات السريعة وتوجيه الكرة إلى الثنائى فورونين وشيفتشينكو. النقطة التى تحسب لمدافعى ولاعبى وسط المنتخب الأوكرانى أنهم ظلوا يدافعون فى أوقات عديدة من المباراة بشكل «نظيف»، دون الحاجة لعرقلة قوية أو تدخل عنيف، ولذلك خرج الفريق دون بطاقة واحدة. أما المنتخب السويدى الذى اعتمد على الثنائى زلاتان إبراهيموفيتش وماركوس روزنبيرج فى الهجوم، فلم يتمكن من تهديد المرمى الأوكرانى إلا من خلال المحاولات الفردية للساحر «أبرا كادبرا» حيث جاء روزنبيرج أسوأ لاعب فى المباراة بلا منازع، وتدخل إريك هامرين المدير الفنى للسويد فى الثلث الأخير من المباراة بإشراك لاعب الوسط سفينسون بدلاً من سبستيان لارسون، وأخرج أولا تويفونين لاعب أيندهوفن الهولندى، الذى لم يقدم شيئاً وأشرك بدلاً منه كرستيان ويلهامسون نجم فريق الهلال السعودى، كما أخرج روزنبيرج وأشرك يوهان إليمندير مهاجم جلطة سراى التركى بدلاً منه، وأسفرت التبديلات عن تنشيط خط الهجوم السويدى بصورة كبيرة، لكن تضييع الفرص السهلة أمام المرمى هو ما أدى للخسارة. وفى النهاية، شعرت بالفخر لمشاهدة أربعة لاعبين من أصول عربية يلعبون فى التشكيل الأساسى للمنتخب الفرنسى.