قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، إن بلاده يمكنها تعلم الكثير من الدول الأوروبية وألمانيا، فيما يتعلق بتطبيق الديمقراطية، معرباً عن أمله في حدوث توافق وطني حول ما يتعلق بالدستور والحكومة من أجل توطيد الاستقرار في البلد، كي تستمر عملية الانتقال إلى الديمقراطية. وأضاف الرئيس التونسي، في حوار مع "دويتش فيلا" الألمانية، أذاعته اليوم الخميس: "نواجه في هذا البلد، الذي ما يزال يشهد ثورة، مشكلة توسيع البنى الديمقراطية، ومقارنة بالدول الأخرى نجد فارقاً واضحاً تماماً، احتاجت البرتغال لثمانية أعوام من أجل إحلال الديمقراطية، وإسبانيا لثلاثة أعوام، ونحن نحقق ذلك خلال عامين فقط". وأوضح أنه قبل عامين كانت تسيطر على تونس دكتاتورية قمعت حرية الرأي وحق التظاهر وأي إمكانية لتأسيس جمعيات للنفع العام، وهذه الحريات حصل عليها المواطنون الآن، وأن الصحافة تنتقد الحكومة والرئيس من الصباح حتى المساء، كما تم تأسيس أكثر من ألف منظمة غير حكومية وأكثر من مائة حزب، مؤكداً أنه في هذا الجانب اكتملت عملية الانتقال فيما يوجد "تباطؤ" في المجال الاقتصادي والاجتماعي، نظراً لأن الحكومة اكتشفت أن الوضع أكثر سوءاً مما كان في الحسبان. وقال المرزوقي: "يوجد نوعان من التطرف في تونس، الديني والعلماني، وينتمي للنوع الأول "السلفية"، التي لا تمثل سوى واجهة لمشكلة اجتماعية، والفقراء ثقتهم مترددة تجاه حزب النهضة، إذ تعتبره حزباً برجوازياً إسلامياً، كما يوجد أيضاً المتطرفون العلمانيون، الذين يثورون غضباً حين يسمعون عن الإسلاميين أو حتى كلمة "إسلام"، لكن بالنسبة إلى غالبية التونسيين فإن المسائل المهمة هي الخبز والماء والكهرباء والتطور الاقتصادي". وأضاف: "لا توجد لدينا عصا سحرية، وبالإضافة إلى ذلك، فإننا بصدد بناء مؤسسات الدولة من جديد، نعمل على أن تكون مؤسسة تنظيم وسائل الإعلام وهيئة الإشراف على الانتخابات وقانون استقلال القضاء مستندة على توافق واسع قدر الإمكان، وهذا أمر متعب ومعقد ويبعث على الإحباط ويحتاج إلى الكثير من الوقت والقدرة، لكنها عملية التعلم الحقيقية للديمقراطية".