حديثها الهادئ لم يخف الألم الذى يظهر فى صوتها وعينيها، تفضل الابتعاد عن الأنظار، وتحاول قدر الإمكان ألا يظهر حزنها على ملامحها ومع ذلك أول ما تلمحه فى وجهها هو الحزن. فى هذه الأيام تشعر والدة الشهيد محمد الشافعى بألم شديد، ففى الوقت الذى تعانى فيه من غياب ابنها، تحتفل الأمهات مع أبنائهن بعيد الأم. تتذكر الأم ابنها، الذى لم يكن تخطى ال12 عاماً، عندما دخل عليها المطبخ ناظراً إليها، ثم قال ببراءة: - «ماما غمضى عينك». - «ليه يا محمد»؟ - «غمضى بس». وبعد أن أغمضت عينيها، قال لها: «فتحى بقى» لترى أول هدية من ابنها اشتراها من مصروفه وكانت عبارة عن زجاجة «برفان» ومنديل، احتضنها الابن برقة وطبع قبلة على جبينها قائلاً: «ده اللى قدرت عليه يا حبيبتى.. كان نفسى أجيبلك حاجة أحسن». محمد الذى بحثت عنه الأسرة طويلاً، ثم وجدته جثة فى مشرحة، حيث أصيب بطلق نارى فى الرأس، كان أحن إخوته على أمه، كان يستيقظ فى منتصف الليل دوماً ليحتضنها ويسألها: «عايزة حاجة يا أمى»؟.. فترد: «سلامتك يا حبيبى». «قطمة وسط» شعرت بها الأم بعد وفاة ابنها، الذى كان ينفق عليها وعلى شقيقتيه إيمان وأميرة، «كان يشعر بأن العيد الماضى هو آخر عيد أم يقضيه معى.. فعل كل ما فى وسعه لإسعادى». نظم محمد العام الماضى لوالدته حفلاً ضخماً، دعا إليه الأقارب والأصدقاء، ما زالت الأم تتذكر ذلك اليوم، تتذكره وهو يحتضنها بشدة ويقول لها: «يا رب يقدرنى وأسعدك دايماً». تصبر الأم نفسها على رحيل محمد بأنه فى مكان أفضل وتربط فرحتها بأن ترى حلم ابنها يتحقق وهو أن تتقدم مصر وتنجح ثورتها، معتبرة أن الإخوان ماتوا واتعذبوا وكان هدفهم الكرسى والحكم، أما محمد وغيره من الشباب فماتوا فى سبيل واحد هو أن تعيش البلد «فى يوم من الأيام، الإخوان هيسيبوا البلد وحلم محمد هيتحقق ومصر هتتقدم». أخبار متعلقة: ست الحبايب يا.. «أم الشهيد» أم «جيكا»: وعدنى بالحج.. وملحقش أم «شهيد المدرعة»: هتصدقونى؟.. هدية حسام وصلتنى أم أول شهداء الثورة: بقضى عيد الأم فى قبر ابنى أم الحسينى أبوضيف: «تحرم عليا الهدايا من بعدك يا ابنى» أم أحد شهداء بورسعيد: ربنا ما يحرم أم من ابنها أم مينا دانيال: «بيعيد عليا زى كل سنة» أم خالد سعيد: «تليفونى ما بيبطلش رن فى اليوم ده» أم شهيد «محاكمة بورسعيد»: النهاردة حسيت باليتم