يبدو أن للمنصب تفاصيله الخاصة التى لا تتبدل، حتى إن اختلفت الأسماء، فبعد مرور 9 أشهر على حكم الرئيس «مرسى» أضحت العبارات المستخدَمة من الرئيس السابق تتردد على لسان أول رئيس مدنى يحكم مصر. «استعدادات أمنية مشدّدة فى زيارة الرئيس إلى سوهاج»، عنوان تصدر معظم الصحف المصرية قُبيل توجُّه «د. مرسى» إلى المحافظة الصعيدية، يشارك فى التأمين 3 آلاف جندى و300 ضابط، وهو الأمر ذاته الذى كان مرتبطاً بالرئيس «مبارك» فى كل زياراته. «نقدر نقول محمد مرسى مبارك» يعلق بها محمود قطرى الخبير الأمنى، تعقيباً على ما سمّاه «نسخة بالكربون» فى التعامل الأمنى مع الرئيس، معتبراً أن مؤسسة الأمن المصرية لم تتغير، قبل أن يشير إلى حالة الانفلات الأمنى التى تستوجب حمايته «بس المشكلة إن الرئيس نفسه هو المسئول عن الانفلات ده»، الطريف أنها كانت آخر محافظات الجمهورية التى زارها الرئيس السابق حسنى مبارك قبل تنحيه، وذلك فى 2010 حين افتتح مطار سوهاج وعدداً من المشروعات الخدمية. «مصر تمر بظروف دقيقة»، كلمات الرئيس «مرسى» فى آخر خطاباته تشابه تلك التى كان يلقيها «مبارك»، وكأن كاتب الخطابات لا يتغير، فالعبارات المستخدمة تكاد تكون متطابقة نصاً، كاستخدام عبارة «أن يجعلكم رجالها القادرين على دفع (سفينة الوطن)» فى تحيته لرجال الشرطة، حتى إن انتظار الشعب لخطابات كلا الرئيسين بات طقساً تقليدياً ممهوراً بالعبارة الخالدة «خطاب للرئيس بعد قليل» فيما يظهر الرئيس على الشاشات بعد ساعات، وربما فى صبيحة اليوم التالى. «أساليب التفكير لم تتغير» حسب د. صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، مشيراً إلى نمطية المصطلحات الخطابية لكلا الرئيسين، معتبراً أن كليهما استخدم عبارات مطاطة ومرنة للتبرير السياسى بدلاً من الوقوف عند مشكلات بعينها «يعنى لما يقول سفينة الوطن أو ظروف دقيقة ده كلام ممكن يتقال فى احتفالية وممكن يتقال فى أزمة». ويضيف «العالم» أن المشكلة تكمن فى عدم وجود فريق رئاسى يضمن للدكتور «مرسى» عدم الوقوع فى أفخاخ خطابية أو حتى على المستوى السياسى.