سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نساء ومثقفون وصوفية ينتقدون استبعادهم..و«عبدالمجيد»: لا يمكن ضم الجميع «عصفور»: الاستبعاد طبيعى للاختلاف مع التيار الدينى.. و«القصبى»: لم يخبرنا أحد بتمثيلنا
انتقد عدد من القوى والحركات ما اعتبرته استبعادا لها من الجمعية «التأسيسية»، بداية من النساء والمثقفين وصولا للطرق الصوفية، وفقا لما أشارت إليه الترشيحات المبدئية للأحزاب، فى حين قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، عضو مجلس الشعب وأحد من تولوا إقناع الأحزاب بالتوافق على التشكيل، إن أية جمعية تأسيسية لا يمكنها ضم جميع فئات المجتمع. قالت نهاد أبوالقمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق الإنسان، إنه للمرة الثانية يتفق الجميع على تشكيل الدستورية مع إقصاء النساء منها، مما يعكس مؤشر خطر على كتابة دستور مصر بإقصاء نصف المجتمع، فى الوقت الذى أصدرت تونس مرسوما يقضى بضرورة تمثيل النساء لنصف أعضاء المجلس التأسيسى للدستور. وأضافت هدى بدران، رئيس الاتحاد النسائى، أن تجاهل الاتحادات النسائية لاعتبارها اتحادات نوعية وليست اجتماعية، وطالبت بضرورة تمثيل الاتحادات النوعية، وأن المرأة المصرية نصف المجتمع وهى عضو فعال وأساسى وتتطلع إلى مكتسبات الثورة، وحصولها على جميع الحقوق تحقيقا للمبادئ الأساسية التى رفعتها الثورة والمتمثلة فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، فليس من الطبيعى إقصاؤها. وأدان حزب التحالف الشعبى الاشتراكى ما سماه «محاولات استبعاد العنصر النسائى من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور»، مؤكداً ضرورة تمثيلهن بشكل يعكس نسبتهن فى المجتمع. وأوضح الحزب، فى بيان رسمى له، أن آلية تمثيل المرأة فى «التأسيسية» يجب أن تستند لمعايير الكفاءة فى المجالات القانونية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وخبراتهن الميدانية المتعددة والمتراكمة عبر السنين. وأصدر اتحاد الكتاب بيانا أدان فيه ضعف تمثيل الأدباء والمثقفين فى التأسيسية، وهاجم الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، المعايير التى وضعتها الأحزاب لتشكيلها، قائلا: «استبعاد المثقفين من التشكيل طبيعى لاختلافهم مع التيار الدينى، ويرجع إلى ضعف قوة المثقفين أنفسهم، ولا أتصور أن يدعونى حزب إسلامى لأكون معبرا عن آرائه فى الدستور، فلا أعتقد أنهم يقبلون من يختلفون معه فكريا». وأضاف عصفور أن هناك بوادر ظهرت من جانب حزبى «الحرية والعدالة» و«النور» لتغيير المادة الثانية من الدستور وحذف كلمة «مبادئ» لتنص على أن «الشريعة الإسلامية» هى المصدر الأساسى للتشريع، ووصفها بأنها «بداية غير طيبة». وأعرب الشيخ عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، عن غضبه من عدم تمثيل الصوفية التى تمثل غالبية المجتمع المصرى، حسب قوله. قائلا: «لم يخبرنا أحد حتى الآن أننا ممثلون فى التأسيسية»، مشيرا إلى أن فشل التشكيل الأول لها كان بسبب عدم التمثيل العادل لشرائح المجتمع، وكشف القصبى عن اختيار الجمعية العمومية لمشيخة الطرق الصوفية لشخصه ليكون ممثلا فى التأسيسية حال طلبهم ذلك. ورأى الدكتور أحمد راسم النفيس، رئيس حزب التحرير الشيعى (تحت التأسيس) أن هناك عددا من الحقوق الثابتة التى يجب أن تمثل فى أى مجتمع دون الحاجة لمن يمثلها أو من يعصف بها، وعلى رأسها حرية الاعتقاد والعبادة للجميع والحق فى معاملة قانونية عادلة والحصول على عمل ووظيفة تتلاءم مع قدرات وكفاءات كل مواطن، فضلاً عن الحق فى التعبير عن الآراء والمعتقدات بصورة فردية أو جماعية، حسب قوله، مضيفا: «تلك حقوق أصيلة لا تتعلق بأغلبية أو أقلية». فى المقابل، قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، عضو مجلس الشعب وأحد من تولوا إقناع الأحزاب بالتوافق على التشكيل، إن أية جمعية تأسيسية لا يمكن أن تضم ممثلين لكل فئات المجتمع، مشيرا إلى أن ذلك يحتاج لمئات الأعضاء. وأشار إلى أهمية وضوح المعايير والتوافق بشأنها بين الجميع، وهو ما يعتقد أنه حدث فى التشكيل الأخير للتأسيسية، متوقعا ألا تكون هناك اعتراضات كبيرة.