أمام لمبة جاز تجلس سمر صبحى خفاجة، طالبة الثانوية العامة، تمسك كتابها كأنها راهبة فى محراب، لا تلتفت يميناً أو يساراً، تحلم رغم الظلام الدامس الذى تعيش فيه أن تصبح طبيبة مشهورة، تتمسك بأهداب الأمل بعزيمة وإصرار، لا تندب حظها الذى جعلها من أهالى قرية قررت وزارة الكهرباء أن تقطع عنها التيار بشكل مستمر لتخفيف الأحمال. نشأت سمر فى أسرة ريفية بسيطة فى إحدى قرى كفر الدوار، محافظة البحيرة، مثلها مثل الكثير من الأسر المصرية تعانى شظف العيش، والدها رجل بسيط يعمل حداداً باليومية، يعانى مرضاً مزمناً، ورغم ذلك يواصل العمل من أجل تربية أبنائه وتلبية احتياجاتهم. سمر متفوقة منذ التحقت بالمدرسة، تعتمد على نفسها، لا تعرف طريق الدروس الخصوصية. تحرص على المذاكرة أولاً بأول، تؤمن بعدم تأجيل درس اليوم إلى الغد، تسعى لتحقيق حلم وأمنية والدها ووالدتها فى دخول كلية الطب. «سمر» لم تبد ضيقاً أو ضجراً بسبب الانقطاع المستمر واليومى للتيار الكهربائى، تقبلت انقطاع الكهرباء فى فترة الليل بهدوء وسكينة، وراحت تداعب رفيقتها «لمبة الجاز» تستعين بها على المذاكرة، وتحصيل دروسها استعداداً لامتحانات الثانوية العامة، غير عابئة بانقطاع الكهرباء، تضع نصب عينيها هدفاً واحداً يساعدها على الاستمرار فى التفوق، تحقيق حلم والديها فى الالتحاق بكلية الطب، وتحقيق حلمها فى علاج الفقراء وتخفيف معاناتهم مع المرض. سمر لم تشغلها دروسها عن متابعة ما يدور على الساحة السياسية؛ تحلم برئيس لمصر الثورة يدرك معنى الديمقراطية الحقيقية، وتداول السلطة والحريات العامة والعدالة الاجتماعية، والقضاء على الظلم الاجتماعى، يهتم بشكل حقيقى بإصلاح التعليم وتطويره والنهوض به. تطلب من رئيس مصر المقبل أن يهتم بقرى مصر الفقيرة والأكثر احتياجاً، ويعمل على دعمها وتلبية مطالبها، واستكمال مرافقها، وخدماتها، وأن يقضى على الأمراض المزمنة، ويصلح حال المستشفيات والوحدات الصحية، من أجل تقديم رعاية أفضل للمرضى.