سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«بحر البقر» ..رحلت طائرات العدو..وبقيت "ألغام" الإهمال لم تتذكرها الدولة إلا بنصب تذكارى عن «المجزرة الإسرائيلية» حمل أسماء قيادات «الشرقية»دون الشهداء
تفوح من أرجائها رائحة الدماء، فيما يزداد ألم الذكريات فى أذهان الأهالى، مع تجاهل المسئولين، مشكلات قريتهم المتراكمة مع الأيام. قبل 43 سنة، قصف الإسرائيليون «بحر البقر»، وتحديداً فى 8 أبريل 1970، ذلك اليوم الذى دخلت فيه القرية التاريخ من باب الكوارث، بعد مجزرة إسرائيلية وحشية راح ضحيتها 52 شهيداً. ولم يشفع هذا التاريخ لها، لتبدأ عصراً جديداً، وكان كل حظها هو التجاهل والإهمال، ونقص الخدمات الصحية والاجتماعية وإمكانية التعرض لكوارث جديدة. وجد الألم طريقاً آخر إلى أهالى القرية، غير ذكريات الماضى الدموى، فالمكان الذى شهد المجزرة، تحول إلى منزلين لاثنين من أهالى القرية، فيما بقيت قطعة رخامية على مساحة 10 أمتار تقريباً، كنصب تذكارى، عليه كلمات توضح تجديد الذكرى فى عهد حسنى مبارك، الرئيس السابق، عام 2009، وحمل أسماء قيادات محافظة الشرقية، حتى رئيس الوحدة المحلية، دون أية إشارة إلى الشهداء، فيما يحاصر «النصب» سور خرسانى صغير. ردت نبيلة على محمد، على «الوطن»، بابتسامة ساخرة ووجه شاحب أبرز تجاعيده ألم وحزن لم ينته رغم مرور عشرات السنين على استشهاد ابنها ممدوح طالب الابتدائى، قائلة: «المرار على فقدان ابنى مستمر، والمرار الأكبر الآن، ما يعيشه أهالى القرية من إهمال بلغ حد أن مستشفى القرية مغلق، منذ أكثر من 10 سنوات»، وهو ما بدا واضحاً عند مدخل القرية، حيث تجد مبنى ضخماً، من 5 طوابق مغلق، تتوسطه لافتة توضح هويته: «مستشفى بحر البقر»، إلا أنه معطل لم يعمل رغم مرور 10 سنوات فقط على تشييده، وتسكين غرفه بالأجهزة الطبية الكفيلة بالتشخيص والمساعدة فى معالجة المرضى، ولم يكن يتبقى لتشغيله سوى توفير كوادر بشرية مؤهلة. يضطر أهالى «بحر البقر» إلى قطع 30 كليومتراً، للذهاب إلى مستشفى «الحسنية»، أو إحدى العيادات الخاصة فيها. قال الشيخ أحمد حسين إمام مسجد القرية: «لا يوجد طبيب واحد فى القرية يمكن أن يقوم بالإسعافات الأولية للحالات المرضية المتأخرة، لحين نقلها إلى مركز الحسنية». فيما أوضح سامى جمال، مدرس ب«بحر البقر الابتدائية»، أن الأهالى تبرعوا لشراء الأرض وقامت الحكومة ببنائها مستشفى، إلا أنها عجزت عن تشغيلها، وتوفير الأطباء فيها، ونتيجة غلق المبنى وإهماله، تعرضت شبابيكه من الخارج للتلف وتحطمت. قال محمد رمضان، أحد أهالى القرية: «الحكومة يومها بسنة، ودائماً ما تتجاهل مطالب بحر البقر»، شاكياً من نقص الخدمة التعليمية، حتى أنهم اضطروا إلى تجديد معهد دينى على نفقتهم الخاصة، لحل الأزمة، بعد أن شكلوا لجنة لجمع التبرعات من أجل ترميم المعهد الأزهرى الوحيد فى القرية. أضاف رمضان: «المعهد بُنى منذ 35 سنة، وتخرجت منه عشرات الأجيال، واضطر الأهالى إلى جمع التبرعات، لترميمه، معتمدين فى ذلك على المجهود الذاتى، لكنه الآن بحاجة إلى الهدم، وإعادة بنائه من جديد، فيما تشهد فصوله كثافة طلابية عالية، ويتجاوز عدد تلاميذ كل منها ال60». وأوضح أحمد سيد، مدرس بالمعهد، أن 80% من المعلمين، يعملون بالحصة وغير مثبتين، والفصول متهالكة يمكن أن تسقط على التلاميذ والمدرسين فى أى لحظة، ما يهدد بكارثة جديدة، وتوجد 5 فصول أسقفها من الخوص، يتعرض طلابها لمياه الأمطار فى الشتاء كلما هطلت على القرية. وعن رى الأراضى، قال حسن سليمان، أحد فلاحى القرية، إن المصدر الوحيد للرى، هو مصرف بحر البقر، الذى لا يكفى لرى أراضى القرية الزراعية والمناطق المجاورة لها، التى تصل إلى 270 ألف فدان، تعتمد القرية على المصرف منذ أكثر من 30 سنة، ولا يجد المزارعون مصدراً آخر سواه رغم أنه من مياه المجارى القادمة من «القاهرة والقليوبية»، وبعض قرى الشرقية، مضيفاً: «جميع المسئولين يعرفون جيداً أزمة الرى، ولم يعملوا على حلها، وليس أمامنا إلا أن نروى الأرض من تلك المياه، أو نتركها تبور». وأشار وجيه الشافعى، مدير مركز شباب القرية، إلى أن «بحر البقر» بها ملعب لكرة القدم فقط، دون أن يكون هناك مبنى إدارى لمركز الشباب، ما دفع مجلس الإدارة، إلى استئجار غرفة من شركة «صان الحجر»، لاتخاذها مقراً إدارياً للمركز، لافتاً إلى أن هناك قراراً صدر لإنشاء مركز الشباب، حمل رقم 50 لسنة 76، لكن ما حدث على أرض الواقع، هو فقط بناء سور خرسانى حول الملعب، مع تجاهل المبنى الإدارى، مضيفاً: «تقدمنا بأكثر من مذكرة للدكتور سيد منصور، وكيل وزارة الشباب فى المحافظة، كانت نتيجتها وعوداً بالتنفيذ، وكلاماً عن أن القرية على رأس القائمة، وأن لنا الأولوية، دون أى فعل». أخبار متعلقة: «الشرقية».. أرض الخيل والكرم هنا قرية «الوسية».. عبيد أراضى الباشوات احبس أنفاسك..أغمض عينيك..تقترب من محافظة «مكامر الفحم» «صان الحجر».. آثار ملقاة على الرمال تنتظر من ينتشل "التاريخ" «تل بسطة»...هنا كان يعيش إله المرح والسعادة والراحة «بهاء» يدلل أحصنته ب«الحضن والطبطبة».. والفول ممنوع «عشان التناحة» «القرين».. بلد الفول السودانى «أباً عن جد» «أكياد»: تتحدث عن نفسها بفخر:"إحنا اللى عزمنا القطر على الفطار" حفيد «عرابى» يرتدى بذلة الزعيم..ولكن من أجل "إحياء الأفراح"