على طريقة مسرحية مدرسة المشاغبين «يا ملوانى.. كل ما تتزنق اقلع»، أصبح مشهد خلع الملابس معتاداً فى الفترة الأخيرة، من تجريد «حمادة صابر» من ملابسه وسحله أمام كاميرات التليفزيون، إلى التهديدات التى أطلقتها مجموعة من الناشطات بخلع ملابسهن فى ميدان التحرير حتى رحيل الرئيس مرسى عن الحكم، مروراً بتصوير المرضى عرايا وتعذيبهم فى مركز لعلاج الإدمان بالمقطم، وأخيراً إعلان «علياء المهدى» عن عزمها تنظيم مظاهرة عارية للنساء فى القاهرة. بهىالدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، يرى أن لغة «التجريد من الملابس» التى انتشرت مؤخراً يختلف تفسيرها باختلاف من قام بفعل التجريد، فقيام النظام بتجريد مواطن من ملابسه هو فعل متدنٍّ لا يحدث فى أكثر الدول قمعاً، بينما قيام المواطن بتجريد نفسه من ملابسه هو أسلوب شائع يستخدم فى بعض الدول الأوروبية، وليس شرطاً أن يتجرد الشخص من ملابسه كاملةً، إنما يخلع جزءاً منها للفت انتباه المجتمع إليه، مثله مثل ارتداء الأقنعة فى المظاهرات، وغيرها من الأساليب غير التقليدية، وهو تعرية للدولة أكثر منها تعرية للمواطن نفسه. «التعرية» من المنظور النفسى معناها أن الشخص وصل إلى أشد مراحل اليأس، حتى أصبح لا يحترم ذاته ولا يُقدر كيانه، بل كأنه يطعن كرامته واعتزازه بنفسه، وفقاً لرأى الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، موضحاً أن احترام الجسد من احترام الذات، وأشد أنواع الإيلام على النفس هو أن يُجرد الشخص من ملابسه، خاصة لو كانت امرأة، حيث إن كل كيانها قائم على المحافظة على جسدها.