عبَّرت الأممالمتحدة، اليوم، عن قلقها زاء اعتقالات عشوائية وتعذيب يمارسه الجيش البورمي ضد أشخاص متهمين بأنهم من متمردي أقلية أتنية كاشين. وأشاد المقرر الخاص للأمم المتحدة لبورما، توماس أوجيا كوينتانا، بالمحادثات التي جرت في الآونة الأخيرة في الصين بين الحكومة البورمية ومسؤولي "منظمة استقلال كاشين"، التي هدفت إلى إنهاء النزاع. لكنه أشار إلى أن المعارك بين الجيش البورمي والمتمردين، التي تجددت في يونيو 2011 بعد هدنة امتدت 17 عاما، كان لها انعكاسات كبيرة على السكان، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف. وأعرب كوينتانا، الذي زار سجن ميوتكوينا، كبرى مدن ولاية كيشان، عن قلقه "إزاء ممارسة الاعتقال العشوائي والتعذيب اثناء استجواب عسكريين لعناصر من أتنية كيشان، متهمين بالانتماء لمنظمة استقلال كاشين". ورأى المقرر، الذي كان يتحدث إثر زيارته اليوم بورما، أن الوجود العسكري في ولاية كيشان يعني استمرار "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان". وكانت الحكومة البورمية أعلنت، في يناير، وقفا أحاديا لإطلاق النار، لكن النزاع تواصل قرب المقر العام للمتمردين الواقع غير بعيد من الحدود مع الصين. ومن المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المباحثات بمشاركة ممثلي أقليات أتنية أخرى في بورما، في الأيام المقبلة في شمال تايلاند. وتوصلت حكومة الرئيس ثين شين، الذي تولى الحكم في 2011 بعد نهاية الحكم العسكري، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع معظم المجموعات الأتنية المتمردة، لكن اللقاءات العشرة مع متمردي كاشين لم تؤد إلى نهاية النزاع. وقال كوينتانا إن المخيمات التي تؤوي آلاف النازحين بسبب المعارك بصدد التحول إلى مخيمات "دائمة"، مضيفا أن إيصال المساعدة الإنسانية لا يزال "تحديا"، رغم قرار الحكومة البورمية في الآونة الاخيرة بالسماح لقافلة تابعة للأمم المتحدة بإيصال مساعدة إلى مناطق يسيطر عليها متمردون.