بعد هدنة استمرت 48 ساعة فقط بين قبيلتي الهوارة والعرب بقريتي "أولاد يحيى" و"أولاد خليفة" بسوهاج، تعود من جديد حالة التوتر والقلق وإطلاق الأعيرة النارية، حيث اعتلى عدد من أفراد كل عائلة أسطح المنازل وتربصوا بالأخرى. وبالرغم من وجود اتفاق بين كبار القبيلتين على وقف نزيف الدم من أجل الوصول إلى صلح يرضي الطرفين، وفي حضور اللواء محسن الجندي، مدير الأمن، إلا إن أيادٍ خفية تريد أن تستمر حالة التوتر ونزيف الدم بين القبيلتين، وعدم الاستقرار الأمني داخل القريتين. وأكد أحد شهود العيان ل"الوطن" أن وجود صراعات على الزعامة داخل القبيلتين هو سبب تجدد الاشتباكات وعدم الالتزام بالاتفاق الذي أبرم بحضور مدير الأمن، مؤكدا أن هناك أيادٍ تلعب في الخفاء من أجل "مصالح انتخابية"، وأن تيارات متشددة هي المتسببة في استمرار وتجدد الاشتباكات، مضيفا أنه يجب على كبار القبيلتين أن يفوتوا الفرصة على هذه التيارات المتشددة. وكان مدير أمن سوهاج تلقى إشارة من مأمور مركز دار السلام والقوات التي تقوم بتأمين القبيلتين بقريتي "أولاد يحيى" و"أولاد خليفة" بدار السلام، تفيد سماع دوي إطلاق أعيرة نارية من أسلحة آلية وأخرى ثقيلة، ما حدا بالقوات لإطلاق أعيرة نارية في الهواء لوقف إطلاق الأعيرة النارية بين القبيلتين. وأكد مصدر أمني مسؤول بسوهاج أن هناك تعليمات واضحة من قيادات وزارة الداخلية بحسم الصراع الدائر بين القبيلتين والعنف بين جميع العائلات بالمحافظة، والتصدي بحزم للخارجين عن القانون، والتعامل بالقوة مع كل من يزيد من اشتعال الموقف وإحداث الفتنة بين العائلات أو ونشر الفوضى في المحافظة، لافتا إلى أن الأمر في غاية الخطورة، نظرا للعصبيات الممتدة بين كل العائلات خاصة العرب والهوارة بمحافظات قناوسوهاج ومراكزهما. وكانت الخصومة الثأرية بين قبيلتي الهوارة والعرب بدأت العام قبل الماضي، وراح ضحيتها ثلاثة أشخاص وأصيب 22 من الطرفين، وتحدد يوم 25 مارس المقبل لجلسة النطق بالحكم على سبعة متهمين من الهوارة.