سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
.. وهكذا تحول أمين الشرطة إلى ثائر «حاتم» بطل فيلم «هى فوضى» كان يبطش ويعذب باسم الحكومة.. و«المسيرى» بطل «الواقع» أحس بجبروت «العادلى» فأصبح ضد الحكومة
بين حاتم، بطل فيلم «هى فوضى»، ومحمد المسيرى، أحد أمناء الشرطة المعتصمين أمام وزارة الداخلية، فرق كبير، رغم أن كليهما امتهن المهنة نفسها، سواء فى الواقع أو الخيال. حاتم جسد فى الدراما جبروت أمين الشرطة قبل ثورة 25 يناير، الرجل ذى الصلاحيات الواسعة، الذى تبدأ منه وتتنهى عنده الأمور. والمسيرى بعد الثورة أعاد أمين الشرطة إلى صفوف المواطنين الذين يخرجون للثورة على أوضاعهم بحثاً عن التغيير. نظام حبيب العادلى الأمنى حوَّل أمين الشرطة من رجل ينفذ القانون إلى عصا غليظة يضرب بها الثائرين والمحتجين.. وبمرور الوقت أصبح البطش والتعذيب والتنكيل بالمواطنين واستغلال القانون جزءاً من سيكولوجية أمين الشرطة، التى رصدها الدكتور خليل فاضل، استشارى الطب النفسى، فى دراسة له بعنوان «سيكولوجية أمناء الشرطة فى مصر»؛ حيث قال إن «الباشا الأمين»، يطالع الغلابة بعضلاته، وبزيه الميرى، ويرى فى الوجوه الخائفة نفسه المتورمة وذاته المريضة. أرجع «فاضل» ممارسات أمين الشرطة إلى ما سماه «تدوير القهر»؛ فمن يقهره ضابطه يقهر مواطنيه، ومن تقهره زوجته يقهر أمناءه وعساكره. أما «المسيرى» الذى يعتبر الوجه الجديد لأمناء الشرطة بعد الثورة، فقد تراجع من صفوف الباطشين للثائرين والمحتجين إلى صفوف الثائرين أنفسهم. خرج أمناء الشرطة لينفسوا عن حالة الغضب التى ظلت مشحونة داخلهم منذ نظام العادلى، وهتفوا أمام وزارة الداخلية مطالبين بإصلاح أوضاعهم الوظيفية والمالية. المسيرى، الذى يعمل منسقاً عاماً لاتحاد أمناء الشرطة بمحافظة الشرقية، اختار أن يسير على درب الثورة وليس عكسها. خرج فى مظاهرات تنادى بإصلاح أحواله وتخليصه من بواقى نظام العادلى، الذى قهره لسنوات طويلة وجعله يمارس القهر نفسه على المواطن فى الشارع.. تلك الرؤية اتفق معها الدكتور هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، الذى اعتبر أمين الشرطة مثل أى مواطن آخر، كان رغماً عنه جزءاً من النظام السابق بحسناته وسيئاته، صار عليه ما صار على فئات المجتمع كلها من فساد. المسيرى وزملاؤه، الذين كانوا يشعرون قبل الثورة بأنهم عبيد عند قادتهم، ولذلك رحوا بالثورة لكى يتحرروا من تلك العبودية.