استكمالا لموضوعنا اللي فات، اللي كنا بنتكلم فيه عن ضرورة إننا نسمع لبعض كشركاء حياة واحدة.. في حد سألني طب لو شريك حياتي من النوع اللي مبيبطلش شكوى.. أعمل إيه؟. شريك الحياة اللي بالشكل ده بتلاقي نفسك دايما تعبان ومحبط كل ما تتكلم معاه، وتلاحظ انحدار في حالتك النفسية والمعنوية لمجرد محاولة النقاش معاه، وبتحس نفسك في النهاية وكأنك وصلت لطريق مسدود، وإنك بتخبط دماغك في الحيطة، لو فكرت إنك ممكن تغير وجهة نظره.. شيء طبيعي طبعا، فبكل تأكيد الحوار المستمر مع اللي لابس (نضارة سودا) طول الوقت ده أمر محبط ومرهق، والاستماع الطويل للي بيشتكي من كل شيء وأي شيء ده أمر صعب، وإلى أصعب وأكثر إحباطا منه محاولة إقناعه إنه لسه في أمل، وإن مشكلته دي لها حل أو علاج. اللي زي ده هتلاقي منه كتير، وفي كل مكان اللي بيتكلم مش عشان يتحاور أو يتناقش، أو بيسأل عشان يلاقي لمشكلته حل، لا.. ده بيتكلم عشان يشتكي وبس، واللي هتلاقيه يفضل يقاومك ويكسر في مقاديفك لو كان في كلامك أي بادرة إيجابية من أي نوع.. "الشكّائون بلا توقف" دول هم الحفرة الكبيرة اللي ممكن تبلع أي طاقة إيجابية من أي حد، والجماعة المثقفين بيسموهم "لصوص الطاقة" فمتستغربش لو لقيت نفسك معنوياتك بقت في الأرض، أو إنك فقدت حماسك وحيويتك، أو حتى جالك اكتئاب من طول معاشرة الناس دي، لأنه ممكن جدا يكون وجود واحد منهم في حياتك شيء إجباري، ممكن يكون أبوك، أمك، أخوك، أو حتى شريك حياتك، أو ابنك. طيب السؤال المهم بقى.. أعمل إيه في حالة زي دي؟؟.. إذا اكتشفت إن في حياتك واحد من دول، وانتبهت أخيرا إلى قوة تأثيره على حياتك، فمن هنا ورايح بلاش تهدر طاقتك في مجادلته، وتضيع وقتك في محاولة تغيير رأيه، أو حل مشكلته، كل اللي عليك إنك تسمعه لكن وأنت بينك وبينه (جدار عازل)، حاجز معنوي شفاف كده تعمله حوالين نفسك، عشان متخليش كلامه يؤثر فيك، اتعود من دلوقتي إنك متحرموش من الكلام والشكوى، لكن اسمع من هنا وفوت من هنا، صدقني الصح ساعتها إنك "تفصل"، مش إنك تفضل عامل فيها حلال المشكلات، وتموت نفسك عشان تحل مشكلات هو نفسه مش عايزها تتحل.