عادت الثورة إلى ميادين مصر واشتعلت المظاهرات فى المحافظات لليوم الثانى من صدور الحكم على مبارك، ونجليه والعادلى ومساعديه، وعاد هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» إلى الميادين. فى الإسكندرية أعلنت حركة شباب 6 أبريل الاعتصام المفتوح فى ساحة مسجد القائد إبراهيم، احتجاجا على ما سموه المسار الخاطئ للثورة. وقال مصطفى العطار، المنسق العام للحركة: «هناك مجموعة من المطالب لا بد أن تنفَّذ على الفور، أولها إعادة محاكمة قتلة الشهداء، وفتح القضايا والملفات التى أغلقت دون مبرر، والتحقيق مع الفريق أحمد شفيق فى البلاغات المقدمة ضده منذ اندلاع الثورة فى 2011، وتطبيق قانون العزل السياسى عليه، وإقالة النائب العام من منصبه». وتظاهر السوايسة فى ميدان الأربعين على أنغام السمسمية مرددين الأغانى الشعبية والتراثية الخاصة بالسويس مثل «يا بيوت السويس - إحنا السوايسة الصيادين - فات الكتير يا بلدنا»، وعلت أصوات الغناء فى الميدان، وأعلن عدد من المتظاهرين الاعتصام حتى نقل السلطة إلى حكومة مدنية، ومحاكمة مبارك وأعوانه محاكمة ثورية. ودوت فى ميادين البحيرة هتافات «يا شهيد نام وارتاح، واحنا نكمل الكفاح»، و«افرحى يا أم الشهيد.. ثورة تانية من جديد»، و«يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، و«الشعب يريد تطهير القضاء»، و«هنفضل ثورجية لحد ما نوصل للحرية»، واعتبر المتظاهرون الحكم ببراءة مساعدى العادلى ونجلى مبارك إسقاطا للثورة، وإهدارا لدماء الشهداء. وتوحد الإسلاميون والاشتراكيون الثوريون فى شمال سيناء ضد الحكم، ونظموا مظاهرة حاشدة شارك فيها المئات، ونصب المتظاهرون الخيام أمام مجلس مدينة العريش، وأعلنوا الاعتصام المفتوح، لاستكمال الثورة، والقصاص العادل للشهداء. وردد المتظاهرون هتافات «ولا سلفى، ولا إخوانى، ولا ليبرالى، ولا علمانى.. الثورة رجعت من تانى»، «جوا الكنيسة وجوا الأزهر، الكل بيهتف ضد العسكر». وقال الدكتور مصطفى عبدالرحمن، أمين حزب النور فى شمال سيناء: «الحكم أهدر دماء الشهداء». وقال شريف أحمد، المتحدث باسم حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية): «الحكم أعطانا القوة لاستكمال مطالب الثورة، وإسقاط النظام الذى ما زال موجودا». وفى دمياط، قررت القوى السياسية الاعتصام فى ميدان الساعة، وخرجت مظاهرات فى الوادى الجديد للتنديد بالحكم شارك فيها حزبا الحرية والعدالة، والنور. وفى المنوفية بدأ العشرات من شباب الثورة اعتصاما مفتوحا أمام ديوان عام المحافظة، وطالب المعتصمون بمحاكمة ثورية عاجلة لمبارك وأعوانه ورموز نظامه، وكتبوا على ديوان عام المحافظة «يسقط شفيق» و«محاكمات ثورية»، ووضعوا حواجز مرورية لتنظيم الدخول إلى مقر الاعتصام، وأغلقت المحافظة أبوابها. وتوافد مئات المتظاهرين على ميدان الشهداء فى أسوان، ووزعت جماعة الإخوان بيانا تدعو فيه القوى الوطنية والثورية إلى اجتماع عاجل للاتفاق على ما يجب اتخاذه تجاه هذا الحدث الخطير. وفى الأقصر، نظم الآلاف من المواطنين مظاهرة حاشدة خرجت من ساحة معبد الأقصر إلى ميدان صلاح الدين وميدان المحطة وشارع رمسيس، شارك فيها أعضاء جماعة الإخوان والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية وأعضاء القوى والحركات الثورية وأعضاء من حزب الوسط والحزب الناصرى وأعضاء من حملتى حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح، وندد المتظاهرون بالأحكام الصادرة ضد المتهمين، ورددوا هتافات منها «يسقط يسقط حكم العسكر»، و«الشعب يريد تطهير القضاء». ونظم شباب الثورة فى مطروح مسيرة كبيرة جابت شوارع وميادين المحافظة، ورددوا هتافات «الشعب يريد إعدام السفاح»، و«يسقط يسقط حكم العسكر» و«مسرحية مسرحية المحاكمة دى هزلية». واستغل أعضاء جماعة الإخوان الحدث فى الدعاية للدكتور محمد مرسى، مرشح الجماعة فى الانتخابات الرئاسية، واتهم حسام الرشيدى، منسق حملة 6 أبريل فى قنا، جماعة الإخوان باستغلال الرفض الشعبى للأحكام القضائية التى حصل عليها مبارك وأعوانه فى الدعاية والترويج لمرسى؛ حيث خاطب أحمد الجزار، أحد قيادات الجماعة، المصلين فى أحد المساجد قائلا: «نحن فى أمس الحاجة لمحمد مرسى لكى يعيد نجلى مبارك ومساعدى العادلى للسجون». وفى سوهاج، كادت تحدث أزمة بين عدد من شباب الثورة، وأعضاء جماعة الإخوان، بسبب الدعاية للدكتور محمد مرسى، وتوزيع صوره وبوستراته، مما أغضب شباب الثورة، وتدخل الدكتور محمد المصرى، أمين حزب الحرية والعدالة، لاحتواء الأزمة وتم منع حمل صور المرشح. واقتحم عدد من شباب الألتراس مقر حملة الفريق أحمد شفيق، المرشح لرئاسة الجمهورية، وحرقوا لافتات وأوراق الدعاية. وحاول متظاهرون فى البحر الأحمر اقتحام مقر حملة الفريق أحمد شفيق، واضطر منسقو الحملة إلى غلق المقر الانتخابى فى الغردقة بعد مشادات مع المتظاهرين الذين رشقوا مقر الحملة بالحجارة وحطموا الباب الزجاجى للمقر، ومزقوا بوسترات شفيق الموجودة على مقر الحملة، وتمكنت القوة الأمنية المكلفة بحراسة المقر من إبعاد المتظاهرين، وقال جمال زكى، منسق الحملة: «أغلقنا المقر خوفاً من الاشتباكات».